حزب الله.. لغة التصعيد

TT

لغة حزب الله السياسية طيلة السنوات الماضية كانت تتميز بالدقة والاتقان في استخدام المصطلحات وتحديدا المواقف السياسية، وكانت لغة سياسية واقعية جندت بوصلتها كحركة مقاومة ضد الاحتلال وتركت السفاسف والصغائر السياسية لغيرها، ولذلك كسب حزب الله الاحترام من انصاره وخصومه.

هذه الايام وتحت تأثير بعض الاعلام الأميركي، وتحت تأثير علامات الاستفهام غير المبررة التي وضعتها واشنطن ضد الحزب، نسمع اصواتا داخل حزب الله هي ابعد عن العقلانية وعن اللغة المعهودة، فهناك حديث لا مبرر له عن قدرة حزب الله على هزيمة الاساطيل الأميركية، وهناك تصعيد يمارسه الحزب يمكن ان تستخدمه اسرائيل والقوى النافذة من اللوبي الصهيوني في واشنطن ضد المقاومة اللبنانية.

ولغة العنتريات يجب وقفها، فكلنا يعرف ان حزب الله على حق في محاربته للمحتل، ولكننا نعرف ايضا ان موازين القوى بين حزب الله وبين الولايات المتحدة مختلة الى درجة عظيمة، وليس من صالح الحزب الحديث بلغة الاستفزاز، والتشنج، والتصعيد. ولقد اثبتت حربان كبيرتان هما حرب الخليج الثانية، وحرب أفغانستان الحالية ان اسهل طريقة للتعامل مع الولايات المتحدة هي لغة التهديد والوعيد لأكبر قوة ضاربة في التاريخ، لكنها اللغة التي اثبتت فشلها على ارض الواقع، وان العاقل هو الذي يستخدم عقله في حماية نفسه قبل ان يستخدم عضلاته، ولذلك فليس هناك مبرر للتصريحات النارية والتصعيدية، بل العكس هو الصحيح فمن واجب حزب الله ان يشن هجوما سياسيا يثبت فيه للجميع، بمن فيهم الولايات المتحدة، ان لدى الحزب مهمة واحدة هي تحرير ارضه، وانه لا علاقة بين الحزب وبين جماعات الارهاب الدولي التي اضاعت بوصلتها وخلطت الاوراق واساءت للقضية الفلسطينية وللمقاومة اللبنانية.

نعرف حجم المرارة التي يحسها اللبنانيون عامة، والمقاومون منهم خاصة تجاه تبجحات بعض الاطراف النافذة في واشنطن، ولكننا لا نريد لحزب الله ان يقدم نفسه على طبق من ذهب لهؤلاء.