بعد ان كانت قناة «الجزيرة» هي القناة الفضائية الوحيدة من بين جميع القنوات والشبكات التلفزيونية العالمية، المسموح لها بالحضور في كابل وباقي المناطق التي كانت تسيطر عليها حكومة طالبان في بداية الازمة، اصبحت قناة «الجزيرة» هي القناة الوحيدة التي لم يعد مسموحا لها بالوجود في كابل وغيرها من المدن والمناطق التي سيطرت عليها قوات التحالف الشمالي.
قناة «الجزيرة» تدفع الآن ثمن انحيازها لطالبان، والحظر الذي تمارسه قوات التحالف الشمالي بحق «الجزيرة» الآن هو نتيجة طبيعية للحصر الذي كانت تتمتع به القناة في فترة حكم طالبان. واذا كانت القناة تتشكى الآن من التمييز الذي يحدث ضدها وتتساءل لماذا لم يسمح لنا بالتغطية، حالنا حال غيرنا من القنوات، فان الاولى بالقناة ان تسأل نفسها: لماذا كنا نحن دون غيرنا في بداية الازمة؟
لقد تخلت «الجزيرة» عن الحياد والموضوعية لتفوز بثقة حكومة طالبان، والآن عليها ان تدفع الثمن وتواجه الموقف بشجاعة بدلا من ان تتشكى وتحتج وتستجدي.
انها ردة فعل طبيعية لانحياز «الجزيرة» في البداية.