«Google».. بيتك الثاني!

TT

في كتابه الجديد الممتع «الثورة»، يقول وائل غنيم، أحد أبرز الشباب الذين أشعلوا فتيل الثورة المصرية عبر مواقع التواصل الإلكترونية، إن أكثر ما أثار إعجابه في شركة «غوغل» التي نجح باقتدار في أن يعمل فيها مديرا إقليميا، هو سماحها للموظفين بأن يقضوا نحو 20 في المائة من وقت العمل في تأدية أمور شخصية أو ترفيهية؛ أي ما مجموعه يوم واحد في الأسبوع.

وبحسب علمي، فإن «Goolge» تمنحك امتيازات وظيفية استثنائية لتشعرك بأنك في «بيتك الثاني»؛ فهي تسمح للموظفين بأن يمارسوا الرياضة بأنواعها أثناء ساعات العمل، سواء كانت في ملاعب داخلية أم خارجية. كما أنها تؤمن بفكرة أن الطعام يجب أن لا يكون على بعد يتجاوز 150 قدما من الموظفين، لذا فهي توفر لهم 3 وجبات مجانية من ألذ أصناف الأطباق العالمية في مطعمها الرئيسي، بالإضافة إلى انتشار ماكينات وطاولات للأطعمة السريعة والطازجة في ردهات العمل. كما يمكن للموظف أيضا أن يحلق شعره في الصالون الداخلي أو يصففه، ويغسل ثيابه، ويكويها لدى القسم المختص، وإذا ما رزق بمولود، فإنه يمنح مكافأة قدرها 500 دولار أميركي. ليس هذا فحسب؛ بل إنها تكافئ أي موظف يرشد صديقه للعمل في «غوغل» بمبلغ مادي قدره 2000 دولار أميركي.

ويبدو أن هذه المميزات هي التي جعلت «غوغل» تتبوأ المركز الأول في قائمة أفضل مكان في العالم يتمنى أن يعمل فيه الموظفون، وفق استطلاعات «فوربس» للرأي، متخطية شركات عملاقة مثل «جنرال موتورز»، و«إكسون موبل»، و«وول مارت» وغيرها.

جميل أن يشعر المرء أنه يعمل في بيته، فكم من موظف فر من وظيفته لأنه لم يعد يشعر أنه في بيئة صحية تحترمه وتقدره وتبادل مجهوده وتفانيه بمقابل مادي أو معنوي؛ وهو الأمر الذي انتبهت إليه شركة «غوغل» فقدمت هذه المنتجات والخدمات العظيمة.. ولذا يقول وائل غنيم إن معظم الأفكار الإبداعية التي صدرتها الشركة للعالم كانت ثمرة هذه الأجواء الخلاقة والمحفزة للإبداع التي وفرها المؤسسان الشابان «لاري بيج» و«سيرغي برين» التي يجني موظفو الشركة والعالم ثمارها.

* كاتب متخصص في الإدارة

[email protected]