السباحة وليس الملاكمة

TT

أنا من عشاق متابعة المسابقات المهمة لكرة القدم، وليس هناك عندي أهم من مسابقة (أمم أوروبا) التي تبدأ اليوم، وهي لا تقل في إثارتها عن مسابقة كأس العالم.

ولا شك أنني من مشجعي المنتخب الإسباني، وذلك لعدة اعتبارات جوهرية وحيوية، وهي حسب الأولوية: 1- رقصة (الفلامنغو)، 2- السهرات الرائعة في مقاهي (بورتو بانوس)، 3- أكلة (البائيا) على رمال شاطئ (البورابورا)، وهو الشاطئ الذي شاهدت فيه الأميرة الراحلة (ديانا) وهي تسبح فيه وكانت وقتها (بالأماريه) ترتدي مايوها لونه (تركواز)، وما أن لمحتها حتى غضضت من بصري، وأدرت رأسي، ثم انطلقت في حال سبيلي كأي رجل مؤدب.

ونظرا لهذا الظرف الطارئ قررت أن ألغي مقالة (الفقرات) التي أوردها كالعادة كل يوم جمعة، وجعلت مقالي اليوم عبارة عن موضوع واحد، وكله عن كرة القدم، ولفت نظري مقال لهشام كعكي يقول فيه نقلا عن إبراهيم البلوشي: إن هناك ابتكارا جديدا لتحريك الحماس أكثر في لعبة كرة القدم، وأبدع هذا الابتكار مجموعة من الشباب السعودي، وأطلقوا عليه مسمى (ردبل ويننغ 5)، ولقي حماسا وإعجابا في فرنسا والبرازيل وتركيا وبدأوا في تطبيقه، وقد اعتمدت (الفيفا) هذه الفكرة، وسوف تعممها كمسابقات دولية، لما تحظى به من إثارة جماهيرية.

وهي تتكون من فريقين، كل فريق مكون من خمسة لاعبين، وكلما دخل هدف في فريق يخسر إجباريا لاعبا، وعند انتهاء وقت المباراة المحدد بـ(10 دقائق) من دون خروج جميع لاعبي الفريق المتأخر بالأهداف، يتم الاحتكام إلى ركلات الترجيح، التي تشهد هي الأخرى (ابتكارا وتميزا)؛ إذ يسمح للحارس بالخروج من مرماه، و(مناورة) اللاعب الذي يقوم بتسديد ركلة الجزاء، وبذلك يتيح نظام اللعبة الحرية الكاملة لحارس المرمى للدفاع عن مرماه، ولا يقيده بالانتظار في المرمى، وترقب تسجيل الخصم لركلة الجزاء.

واللعبة المبتكرة تتيح للفريق المتأخر الذي بقي فيه لاعب واحد فقط أن يلعب ركلات الترجيح مع الفريق الآخر، وحتى لو بقي بمفرده في الفريق، بإمكانه أن يفوز على الفريق وحده من دون مساندة زملائه المطرودين بسبب تسجيل الأهداف في مرماهم، وشهدت تصفيات المنطقة الشرقية في البطولة مفاجأة، عندما تمكن اللاعب الوحيد المتبقي من الفريق الخاسر، الذي توجب عليه أن يكون حارسا للمرمى، ومسددا لركلات فريقه كلاعب وحيد، من تحقيق الفوز لفريقه منفردا بركلات الترجيح أمام خصمه مكتمل اللاعبين!

هذه الحالة بالتحديد أثبتت مدى التشويق والإثارة لهذه اللعبة الجديدة في عالم كرة القدم التي انطلقت للعالمية من السعودية.

قلت لكم: إنني أعشق متابعة المسابقات المهمة لكرة القدم، وأكثر منها المسابقات النسائية الجماعية في الرقصات المائية التي تجري في حمامات السباحة الأولمبية، وهي عندي أبرك من مسابقات المصارعة الرجالية المفتعلة، وأبرك كذلك من مسابقات الملاكمة التي جعلت بطل (كمحمد علي كلاي) يعيش اليوم كالمعتوه من كثرة الضربات التي ارتج منها رأسه.

ولا أنسى الملاكم الأميركي (نات هاينز) الذي خاض 23 مباراة، لم يفز فيها إلا في مباراة واحدة، وخسر 22 مباراة، منها عشر مباريات بالضربة القاضية، وفي آخر مباراة خر على وجهه في الحلبة مغشيا عليه، نقلوه على أثرها للمستشفى، وبعد ثلاثة أيام مات.

[email protected]