حوريات السويد

TT

أعلمني السيد خلف حميد، أحد اللاجئين في مملكة السويد، أن التلفزيون السويدي أذاع مقابلة مع أحد الإسلامويين المتشددين. وكان طبعا يعيش عالة على مخصصات اللاجئين السخية. سأله مدير البرنامج «هل تؤيد العمليات الانتحارية»؟ فأجابه «نعم». ثم سأله المذيع «ما الذي يحصل عليه الانتحاريون عندما يفجرون أنفسهم ويقتلون معهم عددا من الأبرياء»؟ قال «يذهب إلى الجنة مباشرة وهناك يجد فيها كل ما طاب له من فواكه وطعام، تفاح وبرتقال وخوخ وكل شيء من أحلى ما يكون وتستقبله سبع حوريات فاتنات». أجابه المذيع فقال «ولكن هنا في السويد تستطيع الآن أن تخرج من هذا الاستوديو وتذهب إلى السوبر ماركت في آخر الشارع وتجد كل ذلك متوفرا أمامك، تفاح وخوخ وبرتقال من أعلى نوعية. تبتاع ما تشاء منه وتخرج إلى المتنزه المجاور فتجد ليس سبع حوريات، بل سبعمائة حورية شقراء مستلقيات على العشب، يتشمسن بالمايوه. ادخل واختر سبعا منهن على مزاجك. لِمَ تتعب روحك وتنتحر وتقتل نفسك ونفس كل هؤلاء الأبرياء»؟!

هكذا يعمل عقل بعض الشباب الضال. ولكن هناك أيضا بعض الشيبان الذين لا يقلون ضلالا فيقضون شيخوختهم يجرون وراء الحريم دون أن يعرفوا لماذا وما الذي يستطيعون فعله معهن. تعرضت في مقالة سابقة لموضوع كبار السن المتصابين. وشاءت الأخت فاطمة الزهراء موسى أن تخاطبنا من فرنسا وتتساءل ماذا عن كبيرات السن المتصابيات ممن يطلق الفرنسيون عليهن اسم Cougar؟ لماذا لم يرد لهن ذكر في المقالة؟ سؤال وجيه. وتحاشيت موضوعه لأن لي بعض الزميلات من هذه الفصيلة وأخشى على سلامة صلعتي من هجومهن بالجزمات عليها.

الحقيقة أن للمتصابيات ذكرا حتى في التراث العربي. وهكذا شكا رجل من امرأته المتصابية فقال: ولي امرأة عجوز تراودني على ما لا يجوز، إلى آخر المقطوعة الشعرية الظريفة. تعرف المرأة المتصابية في العجوز التي تسوق سيارة سبورت مفتوحة بعد أن تضع على وجهها رطلا من المساحيق والمراهم والأصباغ. وكانت عندكم في فرنسا واحدة منهن هي المطربة النجومية إديت بياف التي قضت آخر أيامها تتصابى بفتاها الشاب.

لا أريد أن أهاجم المتصابيات، أولا لأن وثيقة حقوق الإنسان تنص على حق العجائز في التصابي. وثانيا لأنني لا أريد أن أقطع خبزة ألوف الناس الذين يعيشون على هذه الظاهرة كالجراحين الذين يعيشون من عمليات التجميل كصاحبي البروفسور سامي البنا. والعاملات في صالونات الحلاقة والحفافة والمكياج وألوف العمال الذين يعملون في إنتاج عقاقير «الفياغرا» والمنشطات وعقاقير التجميل والدهان وصبغ الشعر وهات ما عندك.

يرتبط التصابي بالثروة. فمن مقالب الزمن أننا غالبا ما نحصل على الثروة في أواخر حياتنا وبعد أن تكون أيام العز والقوة والشباب قد فاتت. لا ندري ماذا نفعل بهذه الثروة. فنحاول أن نستعيد أيام الصبا، فنتصابى. المقلب الأقسى أن كبار السن يحتفظون بالرغبة الجنسية ولكن يفقدون القدرة، في حين أن كبيرات السن يفقدن الرغبة ولا يفقدن القدرة الجسمية. مشكلة أبدية.