موسكو.. بانتظار الشيك!

TT

أغرب تصريح سمعته أو قرأت عنه هو تصريح الخارجية الروسية حول الأوضاع الحالية في سوريا.. قالت موسكو إنها لا تمانع في رحيل الرئيس السوري بشار الأسد في حال أجمع الشعب السوري على هذا الرحيل!

«يا رررراجل»! هل هذا كلام؟! هل هذه هي المرة الأولى التي تسمعون فيها عن رغبة الشعب السوري في رحيل الأسد؟! ألم تسمع الخارجية الروسية عن مظاهرات عارمة في درعا وحلب ودير الزور وجسر الشغور وحمص وحماه وريف دمشق؟! ألم تسمع موسكو عن تكوين الشعب السوري لبرلمان بديل في المنفى اعترافا منه بسقوط الشرعية الحالية في البلاد؟! ألم يصل إلى موسكو مليونيات كل جمعة في كل المدن السورية من أقصاها إلى أدناها مطالبة برحيل النظام؟! ألم تعرف الاستخبارات العسكرية الروسية بخسائر الجيش النظامي السوري وفقدانه لمدرعات وذخائر مما أدى إلى استعاضتها مؤخرا عبر نقل بواخر حربية أسلحة جديدة إلى ميناء بانياس في الأسبوع الماضي؟! ألم تسمع وتشاهد وتقرأ موسكو عن جيش جديد تكوّن في البلاد اسمه الجيش السوري الحر، وهو عبارة عن ضباط وجنود قرروا أن يرفضوا الخدمة في الجيش النظامي وينضموا إلى المتظاهرين السلميين؟!

نرجو من كبار الساسة في موسكو أن يحترموا عقولهم وعقولنا ويتوقفوا عن الدفاع عن نظام، هم يعرفون - قبل غيرهم - أنه محكوم عليه بالنهاية التراجيدية.

المؤسف والمؤلم في هذا الدور الروسي أن موسكو تساعد وبقوة على رفع كلفة فاتورة النهاية الحتمية لهذا النظام بمواقفها في مجلس الأمن ومن خلال استمرار دعم التسليح لهذا النظام.

ويبدو واضحا أن موسكو، بعدما عرفت بنهاية النظام، تريد المقايضة على تسليمه إلى قدره المحتوم عبر الحصول على عدة ضمانات دولية، أهمها ضمان استمرار الوجود الاستراتيجي في مياه المتوسط الدافئة من خلال التسهيلات الممنوحة للأسطول الروسي في اللاذقية وبانياس وطرطوس. وتهتم موسكو أيضا بتسهيل حصول الشركات الروسية العاملة في مجال النفط والغاز بحقوق التنقيب قبالة السواحل اللبنانية.

اقتربت ساعة النهاية بالنسبة للموقف الروسي، ما دام الثمن المناسب سوف يتم دفعه!