خسارة الأمير نايف

TT

خسارة الأمير نايف بن عبد العزيز هي خسارة لا تعوض.

رحل الرجل الطيب، المتسامح، القوي، الحكيم، الممسك بمفاتيح متعددة لأهم أبواب قصر الحكم في المملكة العربية السعودية.

منذ عام 1952، والرجل طرف أصيل ولاعب رئيسي بشكل متصاعد في حياة بلاده.

خبرات متعددة ومتراكمة في وكالة إمارة الرياض، ثم الإمارة ذاتها، ثم ملف الداخلية، ثم منصب النائب الثاني، وأخيرا ولاية العهد.

الأمير نايف هو رجل الإلمام الكامل بالملف الداخلي السعودي، يعرف كل منطقة وكل أمير لها، وكل قرية حدودية.

ملف الإرهاب والتطرف الديني عالجه الرجل بمزيج من القوة والحكمة في آن واحد؛ فقام «بضرب الإرهاب» عندما كانت الضرورة، وقام بمحاورة وإصلاح فكر الفئات التي ضلت الطريق عندما كان هذا هو الواجب.

إلمام نايف بن عبد العزيز، رحمه الله، بملفات القبائل والعائلات الممتدة في المملكة، لا مثيل له إلى حد أنه كان يعرف شجرة عائلة أحدهم بكافة فروعها على مدار السنوات، وهذا، لمن لا يعرف المملكة، أمر بالغ الأهمية في عملية إدارة شؤون الحكم.

برحيل الأمير نايف تخلو عدة مناصب، أولها ولاية العهد، وأهمها تلك الشبكة القوية غير المسبوقة من العلاقة الفولاذية مع المؤسسة الدينية وكبار العلماء من ناحية وكبار الرجال المفاتيح في بادية المملكة.

كان ملف اليمن من أهم الملفات الخارجية التي تولاها الأمير نايف واستطاع بحكمة وحزم أن يتعامل مع تداعياته، خاصة أن اليمن صاحب أكبر شريط حدودي مع السعودية.

ولعل الأمير نايف هو أحد الجنود المجهولين في إنجاح سيناريو تسليم السلطة بأقل الخسائر في اليمن بما له من معرفة عميقة بشؤون البلاد.

بعد إرادة الله سبحانه وتعالى، فإن خادم الحرمين الشريفين والعائلة المالكة ومجلس العائلة والشعب السعودي لديهم - بإذن الله - القدرة على تخطي محنة فقدان الأمير نايف، والقدرة على تواصل انتقال السلطة ممثلا في منصب ولي العهد.

لحظات صعبة في تاريخ البلاد، لكن رحمة الله ورعايته وحكمة مليك البلاد والعائلة قادرة على عبورها بهدوء وسلامة.