مصر: القبول بالخسارة؟

TT

بينما تمسك بهذه الجريدة صباح اليوم ستكون المؤشرات الأولى لنتائج جولة الإعادة بين الدكتور محمد مرسي مرشح الإخوان، والفريق أحمد شفيق مرشح المؤسسة العسكرية قد بدأت في التسرب رويدا رويدا حسب قدرات لجان الفرز.

والشيء اللافت للاهتمام والمثير للقلق لدى المتنافسين هو قلة ذهاب العديد من المواطنين إلى صناديق الانتخاب.

ويمكن تفسير ذلك للأسباب التالية:

1) الارتفاع الكبير في درجات القاهرة ونسبة الرطوبة، مما يجعل عملية التصويت من الصباح حتى فترة المغرب ضعيفة.

2) إعطاء الحكومة عطلة رسمية لموظفي الدولة يومي السبت والأحد من أجل تشجيع المواطنين على الذهاب، إلا أن البعض قرر أن يضمها إلى يومي الخميس والجمعة ويحولها إلى عطلة صيفية ممتدة ويمتنع عن الذهاب للجان الانتخاب!

3) مخاوف من حدوث عنف أو اضطرابات والتأثر بالشائعات المتبادلة على مواقع الإنترنت التي جعلت البعض يخشى على سلامته إذا ما ذهب إلى الانتخابات.

4) إحساس أنصار كل طرف بالانتصار المبكر مما أعطى حالة من الاطمئنان السلبي لهؤلاء الأنصار الذين امتنعوا عن الذهاب حيث إن «النتيجة محسومة» سلفا لمرشحنا!

ويذكر أن الفوز في هذه الانتخابات يقوم على قاعدة نصف عدد الذين ذهبوا للتصويت من ذوي الأصوات الصحيحة بعد استبعاد الأصوات الباطلة زائد صوت واحد.

والمثير في هذه الانتخابات، كما قلت مرارا وتكرارا، أنها الأولى من نوعها في تاريخ مصر التي يذهب فيها الملايين إلى صناديق الانتخابات وهم لا يعلمون إطلاقا من هو رئيسهم المقبل.

المثير للقلق، هو حشد كل طرف لمجموعة من الدلائل والأسانيد والوقائع لإثبات قيام منافسه بخروقات كبرى في الانتخابات بحيث يتم استخدامها ضده إذا فاز الخصم.

الانتخابات تصبح ذات مغزى إذا تم فيها الاحتكام للصندوق وأقر الخاسر قبل الفائز بنزاهتها.

وتلك هي المسألة التي سنواجهها في غضون الساعات المقبلة في مصر.