سلمان: «صخرة الجبل»

TT

حكيم، قوي، صبور، صامت، شديد الانضباط!

تلك بعض من المفاتيح الأساسية لشخصية الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي عهد المملكة الجديد، ونائب رئيس الوزراء، ووزير دفاعها، والتي خبرتها من خلال التعامل معه على مدار سنوات طويلة من المعرفة الشخصية والعامة.

ولأن المجالس أمانات، فإن الكثير من القصص والروايات لا يمكن سردها الآن أو في أي وقت إلا أن سمح صاحبها، لكنني سوف أتجرأ اليوم وأفصح عن قصة واحدة شهدتها في مجلس الأمير، وهي شكوى رجل من إحدى القرى البسيطة على أطراف الحضر كانت تبدو عليه علامات رقة الحال، وظهر من صوته التأثر إلى حد الثورة في شكواه وتظلمه من شخصية معروفة في الدولة.

استمع الأمير سلمان إلى الرجل في إنصات واهتمام كاملين، واطلع لفترة من الوقت على الورق، ثم أمر بالتحقيق في الموضوع.

ومر شهر.. بعدها علمت، وقرأت بعودة الأرض للرجل البدوي البسيط، ثم علمت أيضا باتخاذ إجراءات عقابية ضد تلك الشخصية المعروفة.

كانت تلك القصة منذ نحو ربع قرن من الزمان.

كثير من الناس قد لا يعلمون أن سلمان بن عبد العزيز يعشق دور «اللاعب الصامت» في تحريك ودفع الكثير من القرارات الكبرى والمؤثرة في تاريخ المملكة المعاصر، دون السعي إلى الظهور في مقدمة المشهد التلفزيوني أو الصورة الصحافية.

أما مسألة الانضباط المذهل في المواعيد، والردود على الرسائل والمحادثات الهاتفية والمداومة على الواجبات الاجتماعية، فإنها مسألة لا سوابق لها إلا في أكثر الدوائر الأوروبية انضباطا بالدقيقة والثانية.

إذا انفتح باب مكتب الأمير سلمان، فهذا يعني أن الساعة دقت لتعلن موعدك معه دون تقديم أو تأخير ولو لدقيقة واحدة!

أما الصبر، فإننا نتحدث عن تلك الصخرة التي تتحطم عليها كل المشكلات والمآسي والتوترات والأمراض، ورحيل الأحباء والأصدقاء والتعامل معها بحالة من السكينة والرضا بقضاء الله وقدره ومشيئته في عباده، حتى إن البعض سماه «صخرة الجبل» لقدرته على التحمل الأسطوري للمسؤوليات.

إذن أنت أمام رجل تجربته تؤكد أنه قادر على تحمل المسؤوليات الجسام التي حملها له القدر واختاره لها الملك عبد الله بن عبد العزيز.

نحن أمام رجل تفانى في صمت في خدمة دينه وشعبه ودولته، والآن يتحمل مسؤولية جديدة تضاف إلى جبال المسؤوليات التي حملها على كتفيه دون شكوى بشجاعة الفارس النبيل.