فقط في مصر!

TT

وحدها مصر التي يتنازع فيها الساسة على الأرقام النهائية للانتخابات الرئاسية.

وحدها مصر التي يرفض فيها الساسة القبول بحكم نهائي بات ونافذ المفعول فور صدوره من أعلى هيئة قضائية في البلاد، وهي المحكمة الدستورية العليا.

وحدها مصر التي يتم فيها تزوير بعض نتائج الانتخابات من خلال رشوة بعض عمال المطابع الرسمية الموكل إليها طباعة البطاقات الرسمية، وكأنه فيلم أميركي بوليسي مشوق بشكل يفوق الخيال التقليدي.

وحدها مصر التي يكون فيها الأوراق الموجودة في صندوق الانتخاب أكثر عددا من عدد البطاقات المخصصة للجنة الانتخابية.

وحدها مصر التي يعلن فيها أحد المتنافسين نتيجة الانتخابات قبل فرز ثلث اللجان وقبل حسم لجنة الانتخابات الطعون المقدمة واعتماد الفرز النهائي وإعلان النتيجة.

وحدها مصر التي يصل فيها شراء الصوت الانتخابي للبسطاء بما يساوي 250 دولارا أميركيا للصوت الواحد.

وحدها مصر التي يتولى فيها رئيس منتخب السلطة دون دستور، ودون صلاحيات محددة، ودون وجود برلمان.

وحدها مصر التي تتغير فيها مؤسسات الدولة بشكل حاد خلال أسبوع واحد من يوم الخميس إلى الخميس التالي، ففي الخميس الأول كانت البلاد بلا رئيس ولكن لديها برلمان، وهذا الخميس هي بلا برلمان وبلا رئيس، والأسبوع المقبل سيكون لديها رئيس ولكن لن يكون لديها برلمان.

وحدها مصر التي كان فيها الجيش منذ 20 شهرا جيشا نظاميا محترفا، ثم أصبح مسؤولا عن إدارة البلاد فاحتفظ بالسلطتين التشريعية والتنفيذية، ثم سلم السلطة التشريعية لبرلمان منتخب ثم عادت إليه سلطة التشريع بعد حل البرلمان، ثم سيقوم هذا الشهر بتسليم الرئيس السلطة التنفيذية ويظل محتفظا بالسلطة التشريعية حتى انتخاب برلمان جديد.

وحدها مصر التي يوجد فيها الشيء ونقيضه، ففيها الثورة والانقلاب، وسيادة القانون ومحاولات اختراقه، وإقامة العدل وتزويره، وإجراء أنزه انتخابات في العالم العربي ثم الصراع على نتيجتها النهائية.

حقا، شيء مذهل لا مثيل له!