سلمان كما عرفه أبي

TT

سلمان يرجى عند كل عظيمة

هو للخطوب إذا ادلهم كبيرها

كرمت أصولك فاستجبت لمجدهم

غرس تضوع طيبها وعبيرها

«إنني لأخجل من نفسي أن يكون هناك جهل أكبر من حلمي، أو ذنب أعظم من عفوي، أو سوءة لم أوارها بستري».. هذا هو سلمان بن عبد العزيز سليل الدوحة الكريمة، كما عرفته عن قرب فأكبرته. وقد كان من دواعي فخري واعتزازي أنني تشرفت بالعمل لديه وقد تسلم مسؤوليات الحكم منذ فجر شبابه، فساس الأمور بكفاءة منقطعة النظير، فكان القوي الأمين الذي لا تأخذه في الحق لومة لائم، واسع الاطلاع، مثقفا إلى أبعد الحدود، لا يمل القراءة والاطلاع، فهو مستودع للمعلومات.. حازم إلى أقصى حدود الحزم، فهو للشدائد إذا ادلهم خطيرها، لكن الرأفة والرحمة من صفاته المميزة. يحب الناس والجميع يبادله الحب، باذل للمعروف، نزيه عفيف اليد واللسان. أحب الأمور لديه مد يد العون للضعيف والفقير والمحتاج، وإن يده في العطاء لأطلق من الألسنة في الطلب، فإذا ما قيل لا خير في الإسراف كأني به يقول ولا إسراف في بذل الخير. باسم الثغر، يأسر الكل بطلي حديثه وسعة أفقه وعمق ثقافته.

حاد الذكاء، دقيق الملاحظة، سريع البديهة، لماح، قوي الإيمان، متخلق بأخلاق الإسلام السمحة، جاب معظم أقطار الدنيا وله صداقات متينة مع زعماء العالم وقادته. منتهى سعادته في إسعاد الآخرين. قدم الكثير ولا يزال لأمته العربية والإسلامية، أحرص الناس على عروبة القدس وحقوق المسلمين في الأماكن المقدسة والحقوق المشروعة لأبناء فلسطين، وقد كان ولا يزال يعمل على تمكينهم من استرداد حقوقهم تلك ونيل حريتهم.

هذا هو سلمان بن عبد العزيز كما عرفته عن قرب، وفقه الله وسدد خطاه وجزاه خير الجزاء في الدارين لما قدمه من الخير العميم.

* عمر الطبري.. عمل سكرتيرا خاصا للأمير سلمان بن عبد العزيز لفترة طويلة وقام بنشر هذا المقال سابقا بإحدى الصحف الأردنية وذلك قبل وفاته في عام 2003

* تصويبات

* جاء في نهاية المقال أن «عمر الطبري.. عمل سكرتيرا خاصا للأمير سلمان بن عبد العزيز لفترة طويلة وقام بنشر هذا المقال سابقا بإحدى الصحف الأردنية وذلك قبل وفاته في عام 2003». والصحيح أن المقال نُشر في 17/9/2000 في صحيفة «الدستور» الأردنية، وذلك خلال زيارة الأمير سلمان إلى الأردن.