نريد أن نعيش بسلام

TT

جاء في الأخبار:

أنه سرق حذاء وزير الشؤون الدينية في الحكومة التونسية المؤقتة (نور الدين الخادمي) أثناء زيارته لجامع (الغزالة) بضواحي تونس العاصمة.

وذكرت صحيفة «المغرب» التونسية، أن سرقة حذاء الوزير تمت بعد أن تعرض الوزير للإهانة والطرد من قبل مجموعة تنتمي إلى (التيار السلفي) لم تكتف بترديد عبارة: (ارحل) التي باتت شهيرة في تونس وإنما عمدت أيضا إلى منعه من إلقاء درس ديني بالجامع.

وأشارت إلى أن هذه المجموعة السلفية عمدت إلى قطع الكهرباء عن الجامع لمنع الوزير من استخدام مكبر الصوت، كما سرقت أيضا حذاءه، ولولا تعاطف البعض وتطوعهم لشراء حذاء جديد للوزير لوجد نفسه مضطرا لمغادرة الجامع حافي القدمين.

وسرقة الأحذية من أبواب المساجد هي للأسف ظاهرة متفشية في بعض المساجد، وقد سبق لي أن سرقت (فردة) واحدة من (جزمتي) الجديدة التي كنت فخورا بها، واشتريتها (بالشيء الفلاني)، وإلى الآن وأتمنى أن أخسر أسبوعا كاملا من عمري، وأعرف من هو السارق الحمار، لكي أسأله: لماذا أنت سرقت فردة واحدة فقط وتركت الثانية؟! وتوقعت أن ذلك السارق إحدى قدميه قد تكون مقطوعة لهذا هو اكتفى بالفردة اليمين، وبعد أن (احتسبت) وحمدت الله كثيرا على ما أصابني، لبست الفردة اليسار من حذائي، وذهبت إلى منزلي القريب ماشيا مثلما تمشي البطة العرجاء، وما زالت تلك الفردة معلقة على الجدار في صالوني كذكرى، ولا شك أن الوزير التونسي أفضل من حالي بمراحل.

وعلى ذكر (السلفيين الجدد) - على وزن (المحافظين الجدد) - الذين حفظت أسماءهم عن ظهر قلب، من كثرة ما ردد أسماءهم الأستاذ (جهاد الخازن) فيما لا يقل عن (50 في المائة) من مقالاته، إن لم يكن أكثر.. أقول إن هؤلاء الجدد، ومن زعمائهم في الكويت (الطبطبائي والهايف) عضوا مجلس الأمة قد رفضا بكل (إباء وشمم) الوقوف والاحترام للنشيد والسلام الوطني الكويتي، كموقف عقائدي (متنّك).

لهذا أقول: يحق للكويت أن تفخر بهم، ويحق لهم عن جدارة الانتماء (لوطنهم) الكويت.

وبعيدا عن السلفيين وسرقة الأحذية، لا بد وأن أختم مقالي بما يشرح الخاطر، على الأقل بالنسبة لي، وأقول:

إنني إذا أردت أن أبهج نفسي وأعلمها، أبحث دوما عن موعد برنامج (قلوب عامرة) في قناة (الحياة) المصرية، الذي تقدمه الباحثة الداعية الدكتورة (نادية عمارة).

وهي، حرسها الله، متمكنة من ثقافتها الدينية، وهي أيضا إلى جانب جمالها دائمة الابتسامة، ورغم تحجبها الرزين، فهي أيضا لا تغفل أزياءها التي تلبسها، ولا أذكر في أي حلقة أنها كررت موديلات ثيابها، وفوق ذلك تناسق الألوان والإكسسوارات (والمكياج) الخفيف اللطيف الذي يشعر المشاهد أن الدنيا ما زالت بخير.

وإذا نسيت فلا يمكن أن أنسى أيضا الداعية الأخرى (لمياء فهمي عبد الحميد) وبرنامجها (كلام من القلب) في نفس القناة، وهي على فكرة لا تقل عن (نادية) لا من ناحية الجمال ولا العلم.

وأقول والله يشهد على ما أقول، وهو وحده الذي يعلم سريرتي وما أخفي: إنه لو كان الدعاة هم على شاكلة هاتين الداعيتين، لعشنا جميعا بسلام.

[email protected]