الأمير سلمان وليا للعهد

TT

غصت ردهات وقاعات قصر الحكم في الرياض مساء السبت والأحد الماضيين بآلاف المبايعين للأمير سلمان بن عبد العزيز بولاية العهد على سنة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم. قلما تجد مسؤولا كبيرا بحجم الأمير سلمان يحظى بمحبة وقبول منقطع النظير من أبناء وطنه. هذا أحد أسرار جاذبيته المتألقة دائما: تواضع جم لا يسعك إلا أن تحترمه وتبذل كل جهد لإظهاره، وفي ذلك تكريس لنمط من سلوك القادة المتميزين في هذه البلاد مثل الأمير سلمان، وسيل عذب من المعرفة خليق بك أن تستطيبه، وانضباط صارم بالوقت مقدرا لك محاولة محاكاته. اضف إلى ذلك، امتلاك الأمير سلمان خيالا سياسيا وهي خصلة يتمتع بها القادة السياسيون البارزون طالما مكنتهم تجنب الازمات قبل وقوعها.

جاء اختيار خادم الحرمين الشريفين للأمير سلمان وزيرا للدفاع ثم وليا للعهد تأكيدا على ثقته فيه وثقة المواطنين السعوديين كذلك. وعلى الرغم من أهمية شغل الأمير سلمان لهذا المنصب الذي يعد الأهم على الإطلاق نظرا لحجمه وحساسيته في التسلسل القيادي، كنائب لرئيس مجلس الوزراء وهو مركز القرار في المملكة لما يتمتع به من صلاحيات تنفيذية وتشريعية؛ سيتيح له، نظرا لفهمه العميق للقضايا المطروحة أمام المجلس بعد خبرات راكمها عبر السنين في الشأنين الداخلي والخارجي، أن يقدم رأيا مستنيرا لخادم الحرمين الشريفين، وزملائه الوزراء.

زملائي كتاب «الشرق الأوسط» سبقوني بتناول هذا الحدث المهم على المستويين المحلي والدولي، وكانوا منصفين في تعليقاتهم حول مناقب شخصية الأمير سلمان الفذة. وقد لفت انتباهي قبل أيام، ملاحظة قيمة طرحها الأمير سلطان بن سلمان على والده، وهي دلالة عميقة تؤكد نبل بيت الأمير سلمان من الداخل. قال الأمير سلطان: «إن اعتزازنا وفخرنا بك يا والدنا أنا وإخوتي كمواطنين، مصدره تضحياتك الكبيرة وخدمتك الدؤوبة على مدى سنوات طويلة غير منقطعة لأبناء هذه البلاد بكل إخلاص وتفان، وهو ما راكم أرصدة ضخمة من المحبة والاحترام يكنها لكم مواطنو هذا الوطن الحبيب». إن حديث الابن مع والده بهذه الأريحية، ما هو إلا تأكيد نشأة أبناء الأمير سلمان على قضاء حوائج الناس، وهو ما تعلموه من والدهم الذي سخر حياته لخدمة الناس بشكل لم يسبقه إليه أحد على الإطلاق.