آن الأوان لرد الاعتبار!

TT

في الوقت الذي كنا نتطلع فيه إلى حرص المسؤولين بالولايات المتحدة على تحري الدقة في ما ينشرونه من معلومات عمن نفذ الجريمة التي استنكرها العالم بأسره وبالأخص كافة المسلمين والعرب في جميع أرجاء المعمورة باعتبار أن الإسلام هو دين المحبة والسلام وليس دين فتك وهدر واغتيالات وإراقة دم أبرياء، إذ بنا نفجع بان المسؤولين في هذا المجتمع الحضاري المتقدم ينشرون أخباراً مضللة للغاية منها هي النيل من الإسلام وابناء المسلمين وبالأخص بعض من أبناء المملكة العربية السعودية وقد فوجئنا كما فوجئ الجميع معنا من أبناء المملكة وولاة أمرها المخلصين والداعين للسلام باسم الإسلام بنشر أسماء وصور واتهامات باطلة لكثير من الأبرياء في وقت تحقق وجودهم في المملكة في تاريخ الحادث الذي وقع في الحادي عشر من سبتمبر 2001.

بل ان بعضاً منهم ثبتت وفاته بالمملكة قبل وقوع هذا الحادث ومنهم في مهمات بعيدة كل البعد عن الولايات المتحدة ومهمات خارج المملكة بتكليف من حكومة المملكة، أو من جهات أعمالهم. وهذه السقطة الكبرى التي وقع فيها القائمون على توجيه الاتهامات جزافاً لأبناء المملكة التي تمثل قلب العالم الاسلامي وما تتمتع به من علاقات تاريخية حسنة مع الولايات المتحدة، سببها هو خضوع وتوجيه الاعلام في الولايات المتحدة للسطوة الصهيونية التي تسيطر على وسائل الاعلام وتدس بأنفها بتوجيه مسارات الاتهام نيلاً من العرب والمسلمين واخفاء للجرائم البشعة التي ترتكب على ارض فلسطين، وذلك بتوجيه أنظار العالم وتهيئة الفكر العالمي حتى يبغض الإسلام والمسلمين كافة في الوقت الذي لا يملك فيه المتهمون زوراً هذا التخطيط البارع والتدبير المتقن الذي نفذت به العملية التي استهدفت مركز التجارة العالمي بنيويورك.

فليس لديهم هذه الإمكانات الضخمة لهذا التدبير ولا الأموال الكافية للتخطيط لهذا الحادث المروع.

والحقيقة التي غابت عن الشعب الأمريكي والشعوب الغربية في أوربا هي أن مثل هذا التخطيط لا يمكن أن يقوم به إلا الإسرائيليون أنفسهم، ولكن أرادوا في لحظة وقوع هذا الحادث أن يخفوا جريمتهم بالإشاعة وتوجيه الأنظار نحو المسلمين ولهم في هذا المجال السبق والبراعة وأجهزة الاعلام المسيطرة. ولعل ما يكشف عن ذلك أن شارون هذا الجلاد الأشر والقاتل الفاجر نجح في توجيه الرأي العام وتأليب الفكر الغربي والأمريكي بجحافله لقتل عشرات المسلمين الأبرياء من ابناء شعب فلسطين الأعزل.

واني ربما استطعت من جهد إثباتا لهذا الأمر في ضوء ما صرح به كبار المسؤولين المعنيين في السعودية وما أثاروه من تشكيك في الاتهامات الموجهة من الغرب للمواطنين السعوديين قد حصلت بوصفي محامياً لأحد المواطنين الذين اشتبه في اشتراكهم في عملية الحادي عشر من سبتمبر 2001 على تصريح من موكلي انه فوجئ بزج اسمه ضمن القائمة من المشتبه فيهم في الوقت الذي كان قد ترك الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، وانه يعيش في المملكة يباشر عمله شأنه شأن أي مواطن عادي في وطنه، فكيف يتصور وهذا حاله أن يزج به في قائمة المشتبه فيهم ألا يثير ذلك علامات استفهام كثيرة وليس ذلك مثبتاً لحقه في الرجوع بالتعويض عما ناله من ضرر ومس سمعته واعتباره هو وأسرته بل وعائلته حيث اصبح ينظر إليه بكثير من الحذر والاشتباه في الوقت الذي تعلم فيه السلطات السعودية انه مواطن عادي لا حول له ولا قوة وانه مجني عليه في مثل هذا الاشتباه؟

والى من يلجأ مثل هذا المواطن لاثبات براءة ساحته من مثل هذه الأقاويل والمزاعم في الوقت الذي يؤمن فيه بسماحة الإسلام وانه دين سلام وليس دين عنف وغدر. وفي اعتقادي انه آن الأوان لرد الاعتبار وان الوقت اصبح مناسبا لبحث ودراسة إمكانية اتخاذ موقف قانوني حازم في مواجهة التشويه الذي يتعرض له بعض ممن زج بأسمائهم في قائمة المشتبه فيهم عبر وسائل الاعلام. وكمحام فإنني جاد في دراسة الخيارات القانونية المناسبة للشروع بعمل قانوني نرجو به أن نرد به اعتبار من تعرض للإساءة والتشويه.

=