هنا كابول!

TT

عندما قالت جميلة مجاهيد: هنا اذاعة «الجمهورية الافغانية» من كابول في الاسبوع الاول من الشهر الحالي، اعلنت بصوتها ان خمس سنوات من الهوان والمذلة قد سقطت.. وان المرأة الافغانية كغيرها من نساء العالم من حقها ان تعيش.. وهي فعلا كانت في حكم الميتة لمدة خمس سنوات، هي مدة حكم التخلف الذي فرضته طالبان على الشعب الافغاني.

وبانطلاق صوت جميلة مجاهيد.. انطلقت المرأة الافغانية الى الشارع الذي لم تره لمدة ستين شهرا كاملا، الشارع الذي حرمت من السير فيه.. او الشراء منه او الذهاب الى اي مكان يراها فيه انسان.

خرجت المرأة الافغانية من السجن.. بل خرج الرجل ايضا.. فالذي يرى الافغان على شاشة التلفزيون يظن انهم قوم من القرون الوسطى.. وان ما يشاهده فيلم من افلام الخيال العلمي استطاعت فيه آلة الزمن استعادة الماضي.. لقد امسكت فتاوى طالبان بالمرأة كأنها حيوان مضر يجب وضعه خلف الأسوار.. اسوار التقاليد التعسة.. واسوار الملابس.. واسوار البيوت.. عاملوا المرأة كأنها رجس من الشيطان او هي انثراكس معد.. او هي مصيبة يجب اخفاؤها والتخلص منها.

لم يقرأوا القرآن قراءة صحيحة.. ولم يتدبروا الاحاديث النبوية الشريفة.. لقد اعطت الآيات البينات والاحاديث للمرأة حقوقا خصتها بها احتراما لخصوصيتها واهميتها كأم واخت وزوجة.. اهدر حكام طالبان احكام الشريعة السمحاء وجعلوا من انفسهم سجانين وجلادين وعادوا بالمرأة الى زمن كانت تشترى فيه وتباع ويتحكم في مصيرها من هو اقل منها عقلا وروحا.

عادت محلات الحلاقة للنساء.. ومحلات الازياء.. وصالونات الحلاقة للرجال.. عادت الحياة الى شوارع كابول وستعود الى شوارع بقية المدن الافغانية.

ليس في الدنيا شريعة ولا عقيدة تجعل المرأة مخلوقا ادنى.. ولا حيوانا للاستخدام.. ولا آلة تدار كما يريد صاحبها.. النساء شقائق الرجال كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وقد حقت شريعة الله وسقطت شريعة الطغيان.