مثقفون.. في جامعة الدول العربية!!

TT

اكتب من القاهرة، حيث تلتئم ندوة هامة حول علاقة الحضارة العربية بالغرب وتداعيات جريمة نيويورك وواشنطن وما تبعها من مشكلات حقيقية في النظرة الى الاسلام والى العرب.

الامين العام لجامعة الدول العربية دعا حشداً من المثقفين وقادة الفكر من كافة الاقطار العربية الى هذه الندوة، وهذا يعني ان عمرو موسى نجح في كسر تقليد عربي اصيل يحتكر الجامعة وقاعاتها للعمل الرسمي، وتتردد اصدائها كلمات المجاملات والحديث العربي التقليدي واستبدل بهذا حوار مثقفين يتحدثون بحرية ويخرجون عن النص من اجل ان يروا امتهم في وضع افضل مما هي عليه.

الندوة جمعت عددا من المفكرين والناشطين العرب من ابناء الجاليات العربية في اميركا واوروبا، والنقاش يتمحور حول كيفية الخروج من ازمة الرؤية المعادية لحضارتنا داخل المجتمعات الغربية، والوسائل الكفيلة بوضع برنامج محدد لتغيير هذه الصورة.

اسئلة كبيرة يواجهها المؤتمرون تتعلق بالعلاقة بين نظرة الآخرين لحضارتنا، وبين اخطاء وتصرفات تسيء الى هذه الحضارة يقوم بها ابناء جلدتنا عبر الارهاب وتستغلها الاوساط المعادية وتستثمرها للاساءة الينا. واسئلة كبيرة حول طبيعة المجتمعات الغربية وكونها مجتمعات مفتوحة، وامكانية تنظيم شؤون الجاليات العربية الكبيرة في اميركا واوروبا لتحويلها الى رقم صعب في المعادلة السياسية في تلك المجتمعات من اجل التأثير على القرار السياسي فيها بهدف دفعها الى التوازن في موقفها من الصراع العربي ـ الاسرائيلي، واعطاء صورة طيبة عن ابناء الجاليات العربية في تلك المجتمعات.

اعلن الامين العام للجامعة ان اول تبرع لانشاء صندوق عربي لهذا الغرض جاء من الشيخ زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية، وان الصندوق سيكون مفتوحاً للتبرعات من الافراد والهيئات وممثلي الجاليات العربية الذين تحدثنا اليهم يعتقدون ان المسألة تحتاج الى مبالغ طائلة وعمل منظم.

العمل في الساحة الاميركية يحتاج الى جهود استثنائية، ولكن رئيس رابطة مكافحة العنصرية في اميركا يؤكد انه رغم سيطرة اللوبي الصهيوني في واشنطن على القرار السياسي فاننا نستطيع ان نقاوم، ونستطيع بالمال والتنظيم ان نؤثر على صناعة القرار الاميركي، في مجتمع مفتوح ومتعدد الاتجاهات.

نقترح ان يخصص مبلغ واحد في المائة من ميزانيات التسليح في العالم العربي لدعم الجاليات العربية في اميركا، ولوضع برنامج للعمل الاعلامي والتنظيمي، فالمليارات التي تدفع لشراء اسلحة لا تستخدم هي معيق كبير للتنمية واذا نجحنا في خلق لوبي عربي مؤثر في واشنطن فان هذا الامر سيكون له مردود كبير على الامن القومي العربي، ربما اكثر من شراء السلاح.

اليهود فهموا المجتمع الاميركي، وادركوا لعبة المال والاعلام فيه، ونحن ما زلنا نلعن الظلام في واشنطن من دون ان نشعل شمعة. وربما تكون دعوة عمرو موسى للمؤتمر بداية صحوة عربية.