اللهم أبعدني عن كل القبلات

TT

جاء في جريدة (المصري اليوم) بتاريخ (21/6/2012) في باب (حوادث وقضايا) الخبر التالي:

إن هناك خمسة من الضباط المسلحين بكامل عتادهم، كانوا يستقلون سيارة أحدهم ليلا قادمين من سيناء بطريق الإسماعيلية - القاهرة الصحراوي، وإذا بهم يتفاجأون بسيارة ربع نقل من دون لوحات تواجههم عكسيا وتوقفهم الصدام بالصدام، ويترجل منها ثلاثة من (البلطجية) متسلحين ببندقية واحدة (شوزن)، وعصا (شومة)، ثم ينزلون الضباط الخمسة، ويجردونهم من أسلحتهم وحقائبهم ومتعلقاتهم الشخصية، ولم يكتفوا بذلك، بل إنهم أخذوا حتى سيارتهم وانطلقوا بها وتركوهم في العراء، ولم ينقص إلا أن يشلحوهم من أحذيتهم وملابسهم لتكتمل المهزلة، ولكن الله ستر.

هذا الخبر العجيب لم أكن أصدقه لولا أن الجريدة ذكرت أسماءهم وأعمارهم ورتبهم، ومن أراد أن يتأكد من ذلك فما عليه إلا أن يدخل على عدد تلك الجريدة في (النت) ليتعجب مثلما تعجبت.

لا أعتقد أن ضباط الأمن قد جبنوا إلى هذه الدرجة التي يستسلمون بها بكل بساطة لمثل هؤلاء البلطجية، لا أعتقد ذلك أبدا، فكل ما عرف عن الجندي والضابط المصري هو قمة الشجاعة والتضحية.

ولكنني مع ذلك أصبت فعلا بحيرة، وبعد فاصل ليس بطويل من التفكير وصلت إلى القناعة التالية، التي أتمنى ألا أكون غلطان بها، وهي:

أنه بعد ثورة 25 يناير (الربيعية) على حد قولهم، وازدياد الهجوم والتهكم وعدم الاحترام لرجال الأمن، خشي هؤلاء الضباط المساكين لو أنهم تصدوا لـ(البلطجية) وقتلوهم، أن تنفتح عليهم (طاقة من جهنم)، وساعتها سوف يصرخ أصحاب الأفواه الواسعة قائلين: انظروا لبقايا (الفلول) من الأمن كيف يقتلون (الثوار) الأبرياء (الشهداء)؟!

هذا هو تبريري الوحيد وما توصلت له فقط، أما لو كان غير ذلك فتصبح الحكاية حقا (فضيحة).

***

أريد أن أطمئن هواة (القبلات الحميمة) بهذا الخبر السعيد الذي جاء فيه:

أنه أجريت في جامعة (واشنطن) بأميركا تجربة علمية مؤكدة لمعرفة مضار القبلات، وما يتخلف عنها من جراثيم، وقد تولى الإشراف على هذه التجربة أحد أساتذة علم (البيولوجيا)، واستخدم في هذا الشأن أربعة شبان، وأربع فتيات جميلات جدا بالطبع (!).

وبعد أن تمت التجربة، أو على الأصح، وبعد أن تبادل كل شاب وفتاة القبلات لمدة خمس دقائق متواصلة، طلب إلى كل منهم بعد ذلك أن يقبل لوحا من الزجاج أعد لالتقاط الجراثيم، ثم صورت هذه الألواح لمعرفة النتيجة، فتبين أن أكثر الجراثيم المتخلفة عن القبلات غير ضارة نهائيا، بل إن بعضها حميد جدا وضروري لحياة الإنسان، وقد تخلفت عن قبلة إحدى الفتيات مادة خضراء أمكن تحويلها إلى (بنسلين)، من الممكن أن يتعالج به بعض المرضى (كحالاتي)، ممن أصيبوا بداء (الحب القاتل)، الذي لا يبتعد كثيرا عما يسمى بـ(داء الكلب المغلوث).

ومع ذلك أقول: اللهم أبعدني عن كل القبلات، الحميدة منها وغير الحميدة، لأنني بصراحة أحب نفسي إلى أبعد الحدود، وأخاف عليها حتى من الشمس والهواء، فما بالكم بالقبلات؟!

[email protected]