إلى تركي الحمد

TT

هذه كلمة مني لأخي الدكتور تركي (الحمد).

لا هي كلمة عزاء ولا مواساة في فقد ابنه الثاني على التوالي، وأقول له:

هذا هو قدرك، فقد ابتليت من مولدك، ولا أستبعد أن تبتلى حتى مماتك، فأنت لم تخلق إلا إلى هكذا، غير أن هناك شيئا واحدا يشدني إليك، وهو أنك لم تخفض رأسك يوما.

* * *

الإنسان الخائن هو أسوأ من مشى على وجه الأرض، هذه الحقيقة لا منازعة فيها، وعندما أواجه أنا شخصيا إنسانا خائنا قد (أحثو في وجهه التراب) هذا إذا كان أضعف مني، أما لو كان أقوى فإنني أدير له وجهي بكل شجاعة.

وأكثر ما أعجبني هو ذلك العقاب الرائع الذي أبدعه أهل الصين القدماء في معاقبة كل رجل يخون (عش الزوجية).

فهم يأتون به ويطرحونه أرضا مثلما يطرحون أي كبش مهيأ للذبح، ثم يلوون يديه خلف رأسه حتى تصيرا على عنقه، ثم تدخل رجله اليمنى محل يده اليمنى ورجله اليسرى محل يده اليسرى فتصير قدماه جميعا من ورائه ويتقبض ويبقى كالكرة لا حيلة له في نفسه ويستغنى عن ممسك يمسكه، وعند ذلك تزول عنقه عن مركبها وتتزايل خرزات ظهره عن بطنها، وتختلف وركاه، ويتداخل بعضه في بعض، وتضيق نفسه، ويصبح (كالكرة)، وزيادة في تكويره أكثر يلفون حوله بعض الحبال ليكون كامل الاستدارة، ثم يرفعونه إلى قمة مرتفعة ويدفعونه لكي يتدحرج من تلقاء نفسه إلى السفح، فإن وجدوا أنه ما زال فيه بقية من حياة أو عرق ينبض، حملوه مرة ثانية إلى القمة ودفعوه ليتدحرج، وهكذا دواليك إلى أن يلفظ أنفاسه غير مأسوف عليه.

وأحلى ما في ذلك العقاب أن زوجته المخدوعة تكون شاهدة عليه، التي هي في الغالب تضحك وتصفق و(تنطنط وتزغرط) من شدة الفرحة ولو كان لي من الأمر شيئا لما جعلتهم يدحرجونه فقط، ولكنني أجعلهم يلعبون به لعبة (الفوت بول)، فكله عندي إلا الخيانة العظمى.

فاعتبروا يا أولي الألباب من الرجال الخونة، قطع الله دوابركم ولا أبقى لكم أثرا.

* * *

لم أحسد أحدا في حياتي أكثر مما حسدت الفتاة البريطانية (ستيسي كومفورد)، التي استيقظت في شهر يونيو (حزيران) من العام الحالي من جراء اضطراب عصبي يجعلها تغط في النوم عدة أشهر في كل مرة، وفوتت ستيسي امتحانات الشهادة الثانوية بعد أن نامت شهرين ولم تستيقظ سوى الأسبوع الماضي، وهي واحدة من 1000 شخص في العالم يعانون من أعراض (ليفين كلين) المعروفة أيضا باسم مرض (النوم الجميل).

وتنام ستيسي لمدة 20 ساعة يوميا وتستيقظ فقط لتناول رشفة ماء أو لاستخدام الحمام، وتتولى والدتها بيرني إدخال بعض الأطعمة في فمها لإبقائها على قيد الحياة.

وتأمل ستيسي في أن تتمكن من العودة إلى المدرسة بدوام جزئي، وقالت: إنها فوتت 9 امتحانات، وكذلك عيد ميلادها الذي صادف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بسبب نومها المستمر.

وكنت قبل أن أسمع عن هذه الفتاة صاحبة (النوم الجميل)، أردد على الدوام هذين البيتين لشاعر شعبي يقول فيها:

هنيكم ياهل القلوب المدالية - يا نايمين ليلها مع ضحاها

هنيكم ما حدن شكى حركاوية - ماذقتوا الفرقا وكايد عندها.

من اليوم فصاعدا سوف أنسى وأشطب على هذين البيتين من الشعر، وسوف أبحث في (الإنترنت) عن صورة تلك الفتاة، لكي (أبروزها) وأعلقها فوق سريري.

وأدعو الله أن يصيبني بمرض (ليفين كلين)، لأرتاح ولو قليلا من أمراض العالم العربي.

[email protected]