أصدقاء سوريا أم أعداؤها!

TT

ما هو الفارق بين «أصدقاء سوريا» وأعدائها؟ هذا هو السؤال الذي طرحته على نفسي وأنا أتابع مؤتمر أصدقاء سوريا الذي انعقد أول من أمس (الخميس) في باريس.

أصدقاء سوريا ليسوا - بالتأكيد - أصدقاء نظام الدكتور بشار الأسد، لكنهم أصدقاء الشعب السوري الذي يعاني من حمامات الدم ومجازر الإبادة اليومية.

أصدقاء سوريا يمكن أن يندرجوا تحت صفة الأصدقاء بقدر حمايتهم للمدنيين العزل، وبقدر جهودهم العملية وقراراتهم المؤثرة في سرعة إنهاء هذا النظام الدموي الذي يحكم البلاد منذ أوائل السبعينات حتى الآن.

وجاءت كلمة الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز، نائب وزير الخارجية السعودي، كي تؤكد هذا المعنى، ولكي تعكس رغبة الرياض في ضرورة الانتقال من المستوى الحالي من العقوبات إلى مستوى أكثر صرامة وأشد ضغطا على النظام السوري حتى لا يبدو الاجتماع الحالي نوعا من إعطاء فترة سماح جديدة لاستمرار المجازر.

أما كلمة الشيخ عبد الله بن زايد، وزير خارجية الإمارات، فقد جاءت معبرة عن حزنه وضيقه واستفزازه من «مرحلة الكلام والقرارات غير المؤثرة»، ثم أضاف متسائلا في كلمته البليغة المرتجلة: «أين السيد كوفي أنان؟ ولماذا هو ليس هنا الآن؟ وماذا يفعل في جنيف؟».

إن الإشارات التي صدرت من أبوظبي والرياض كان لا بد أن تتلقفها السيدة كلينتون التي ما زالت تراهن على الكلمات والمؤتمرات ومحاولات تليين موقف موسكو وبكين.

إن المجتمع الدولي مطالب اليوم قبل غد بأن ينتقل من حالة الشجب والإدانة وانتظار تقارير المبعوثين الدوليين إلى التحرك الناجز لإيقاف هذه المهزلة.

من يعتقد أنه صديق لسوريا حينما يقدم مساعدات إغاثة أو يتعامل مع الملف السوري على أنه قضية طعام وأطباء ولاجئين وخيام فحسب هو في حقيقة الأمر يرتكب إثما لا يقل عن آثام نظام الحكم وخطاياه في سوريا.

ومهما كانت الحسابات، والمعادلات الإقليمية والدولية، فإن سوريا لا ينبغي أن تنزف، لأنها ليست دولة بترولية مثل ليبيا التي تحركت لها أساطيل الناتو!