امرأة بجانب الرئيس

TT

أكثر ديكتاتورية ظلامية باقية الآن على ظهر كوكب الأرض هي دولة كوريا الشمالية!

هي من الدول القليلة التي ما زالت تحكم بواسطة الحزب الواحد، بقيادة ما يعرف باسم «حزب العمال الكوري»، وهو حزب شمولي ستاليني ديكتاتوري يديره اليوم كيم جونغ أون، ابن الرئيس الراحل كيم جونغ إيل، وحفيد الرئيس الأسبق كيم إيل سونغ!

يا لها من ديمقراطية.. تؤمن بتداول السلطة في جمهورية اشتراكية تعمل بنظام التوريث! ومنذ أكثر من نصف قرن وكوريا الشمالية، المعزولة جغرافياً في الجزء الشمالي من شبه الجزيرة الكورية، خارج أي انفتاح سياسي أو إعلامي على العالم.

كوريا الشمالية معتقل كبير لا أحد يعرف بالضبط ماذا يحدث فيه!

آخر مظاهر تلك الشفافية الكورية الشمالية حالة الجدل والحيرة التي أصيبت بها وسائل الإعلام المحلية والعالمية حول محاولة معرفة هوية المرأة الشابة الجميلة التي تظهر جنبا إلى جنب الرئيس كيم في المناسبات العامة!

يوم الأحد الماضي بث التلفزيون الكوري الرسمي صورا لشابة جميلة تقف بجانب الرئيس كيم في احتفال تكريم الرئيس لجده الراحل الذي توفي عام 1994. وحتى كتابة هذه السطور لم يعرف مواطن كوري شمالي أو جنوبي أو أي إنسان في العالم من هي تلك الحسناء التي ترافق الرئيس الكوري الشاب! المذهل أن الجدل الدائر الآن حول هل هي شقيقته أم صديقته!

رجحت صحف كورية جنوبية أن تكون الشابة شقيقته التي درست معه في سويسرا في التسعينات. لكن صحيفة كورية جنوبية أخرى رجحت أن تكون هذه الحسناء مطربة شهيرة صادقته منذ فترة ثم غابت عن الظهور منذ عام 2006!

هل هذا معقول؟ هل هذا منطقي؟ هل هذا له علاقة بأي شفافية في التاريخ القديم أو الحديث؟ هل هذا الأمر له أي ارتباط بحرية تداول المعلومات؟

هل يمكن أن نتخيل أن سيدة تظهر بجانب رئيس دولة في الاحتفالات الرسمية لمدة أسابيع، ويتم بث صورها في كل أجهزة الإعلام الرسمية، من دون أن يذكر مخلوق واحد من هي، أو ما اسمها، أو لماذا هي وحدها دون سواها التي تقف في الصف الأول وتحتل المقعد الوحيد بجانب الرئيس؟!

ذلك كله يذكرني بجنون سيطرة السلطة، الذي يحيط بهذا النظام المتسلط، حينما تمت محاكمة بعض المواطنين منذ أشهر لأنهم عندما حضروا جنازة والد الرئيس لم يُظهروا حزنا شديدا، ولم يكن صوت نحيبهم عاليا! والله العظيم حصل!