يا ليل يا عين

TT

من أحكام شرائع (حمورابي) في القرن (الحادي والعشرين) قبل الميلاد، على سبيل المثال: السن بالسن، والعين بالعين.

وإذا سقط بيت على مشتريه حُكم على بانيه بالإعدام، وإذا ضرب الابن والده قُطعت يداه.

وإذا مات المريض نتيجة لجراحة قام بها الطبيب، أو فقد إحدى عينيه، أو تضرر على أية صورة، قُطعت أصابع الطبيب الذي تسبب في أحد الأضرار.

وإذا استبدلت قابلة ابنا بابن آخر، عن عمد، قُطع ثدياها.

وثبت عن شرائع (بني إسرائيل)، وعددها (55)، وهي التي بدأت في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، أن أكثر من نصفها منقول أو منسوخ حرفيا من شرائع (حمورابي).

ولا أدري نصدق مين ولا مين.

* * *

من أفظع وأقرف أنواع التعذيب التي كان يستعملها الزعيم الإيطالي (موسوليني) ضد خصومه، أنه كان يجبر الواحد منهم على أن يشرب يوميا ربع غالون من زيت الخروع.

لهذا، كانت أرضية الزنازين تغسل كل يوم بالماء والصابون.

يا ليت ربي أعطاني مما أعطى (موسوليني) من الشجاعة والحكمة، ومكنني من بعض الناس.

* * *

قرأت مقابلة مع مدير شركة (ستاندار موتورز) ذكر فيها: «سألت شابا جاء يطلب عملا عندي عن هدفه في الحياة؟! فقال لي بكل ثقة: إن هدفي هو أن أحتل هذا الكرسي الذي تجلس عليه أنت الآن.

عندها لم أملك إلا أن أسارع بتوظيفه، فهذا هو الذي أريده من الأشخاص».

ولا أدري ما رد فعل أي مدير شركة عربي، لو أن شابا طموحا قال له مثل ذلك الكلام؟!

* * *

الناس فيهم الضار وفيهم النافع، كذلك الحيوانات، بل وحتى الأشجار والنباتات. مثل تلك الكرمة العتيقة التي زرعت في النمسا عام 1842، ومنذ عام 1900 وحتى اليوم وهي تعطي من أعنابها عصيرا يخرجون منه أكثر من ألفي لتر من النبيذ الأحمر المعتق في كل عام.

وهذه النبتة، من وجهة نظري، إنما هي نبتة شيطانية لأنها في النهاية تنتج الخمور التي تذهب بالعقول والعياذ بالله.

وهي بعكس شجرة (الزان) التي تعتبر أكبر منتج (للأكسجين)، فهي تنتج في الساعة الواحدة أكثر من 15 كيلوغراما من إكسير الحياة - هذا الذي لا غنى للبشر عنه.

فكم أتمنى أن أنام تحت شجرة (الزان) وأتنفس وأحلم، لا أن أنام تحت الكرمة، ثم (أطوطح) برأسي ساهرا أعد النجوم، وأرفع عقيرتي مغنيا: (يا ليل يا عين).

[email protected]