لو فاز «رومني»!

TT

هل حسب العرب ضمن حساباتهم ماذا يمكن أن يحدث لو فاز الحزب الجمهوري بمقعد الرئاسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟.. ماذا سيحدث لنا لو خسر «الصديق» العاجز أوباما وفاز الخصم الموالي لإسرائيل ميت رومني؟

هذا الأمر بالغ الجدية، ولا بد من التدقيق فيه، بعدما أوضحت استقصاءات الرأي العام الأميركي الأخيرة اقتراب شعبية رومني من شعبية أوباما، وتمكن المرشح الجمهوري من جذب تبرعات كبرى لصالح حملته تعطيه القدرة على الدعاية والتسويق والنفاذ إلى كثير من الأماكن والولايات المعروفة بولائها التقليدي للحزب الديمقراطي.

وأقوى نقاط رومني الآن هي دخوله وبشراسة في عدة برامج أساسية يعتمد عليها أوباما في حملته، مثل تقليص مستوى البطالة وإنعاش الاقتصاد الأميركي وإنجاح برنامجه في الضمان الصحي المعروف باسم برنامج «أوباما كير».

واستطاع «رومني»، وهو رجل الأعمال البارز، عمل تحالف يميني قوي مع كبار المصارف والشركات الكبرى، وتقديم تعهدات ملزمة له بأنه في حالة فوزه فسوف يقوم بإعادة تنظيم السياسات المالية والنقدية للبلاد بحيث تنقذ تلك «الديناصورات» من كبوتها.

وليست سرا تلك العلاقة الحديدية القوية والمتماسكة بين رومني وجماعة «الأيباك» الصهيونية الداعمة بشراسة للمصالح الإسرائيلية. وليس سرا أيضا أن رومني يرتبط بعلاقة صداقة شخصية بـ«أحد أصدقاء العمر» المحددين له، وهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث تعود علاقتهما الشخصية إلى 20 عاما منذ أن تعارفا في حي بروكلين بمدينة نيويورك.

إذا ما أصبح رومني رئيسا فإن هناك 5 أسئلة رئيسية سوف تبرز أمامنا كعرب يتعين علينا من الآن البحث الجدي عن إجابات عنها:

أولا: موقف رومني من التصعيد الأميركي مع إيران.. وهل سوف ينتقل من مجرد العقوبات إلى المواجهة العسكرية؟

ثانيا: هل سيعطي رومني الضوء الأخضر للسلاح الجوي الإسرائيلي لتنفيذ مشروعه بالضربة الاستباقية ضد أهداف إيرانية محددة؟

ثالثا: موقف إدارة رومني من دول الربيع العربي وحجم دعمها.

رابعا: موقف إدارة رومني من الملف الفلسطيني وفكرة المفاوضات السلمية المؤجلة ومسألة يهودية الدولة والقبول الأميركي بضم القدس كعاصمة أبدية للشعب الإسرائيلي.

خامسا: موقف واشنطن الجديد من روسيا والصين اللتين تلعبان دورا معرقلا للمجتمع الدولي يهدف إلى المقايضة على ذلك بمغانم سياسية.

دائما نحن العرب نكون الطرف الغائب في معارك الرئاسة الأميركية، لذلك تأتي النتائج ونحن في مقعد المشاهد السلبي.

عند حدوث ذلك يجب ألا نلوم إلا سلبيتنا المطلقة!