رمضان كريم.. جدا!

TT

أتوقع أن يتم تأجيل الكثير من القرارات السياسية الكبرى في عالمنا العربي خلال شهر رمضان المعظم الذي نستعد للاحتفال به بعد ساعات بإذن الله.

وفي يقيني أن وفود الشهر الكريم هذا العام في منتصف هذا الصيف الحار الذي تتجاوز فيه درجة الحرارة الأربعين وتكاد تلامس فيه الخمسين هو دعوة منطقية إلى تأجيل أي قرار كبير ومرهق ومكلف إلى ما بعد عيد الفطر المبارك!

من الذي سوف ينزل للشوارع للتظاهر في نهار رمضان صيفي شديد الحرارة؟!

من الذي يفكر في تعكير صفو المواطنين العرب وإبعادهم عن شاشات التلفاز التي أنتجت لهم هذا العام 65 مسلسلا عربيا يبدأ من سيرة الفاروق - رضي الله عنه - إلى مغامرات عادل إمام ومحمود عبد العزيز وأحمد السقا، وصولا إلى الجزء الثاني من مسلسل «كيد النسا» بطولة نبيلة عبيد وفيفي عبده في لقاء السحاب؟!

من ذلك الأحمق الذي يترك كنافة القشطة وزنود الست وقمر الدين والبقلاوة المحشوة بالمكسرات وكعكة التمر وينزل الشارع للتظاهر؟!

من الذي يقاوم التأثير المغناطيسي لأطباق الفول والفلافل والشكشوكة ويفكر في انقلاب عسكري ضد ثورات الربيع العربي؟!

التيار الوحيد الذي لا تؤثر فيه المسلسلات بجميع أنواعها، ولا الحلويات بتأثيراتها، ولا الأطعمة بكل إغراءاتها هو تيار الإسلام السياسي الذي ينزل عقب صلاة المغرب إلى المساجد ويبقى فيها وقت العشاء وأداء صلاة التراويح حتى صلاة الفجر.

هذا التيار وحده من دون سواه هو القادر على التجمع بكميات وأعداد وعزيمة ونشاط يفوق الجميع المتأثر بـ«مرحلة ما بعد تناول طعام الإفطار»، ثم الدخول في حالة الاختطاف العقلي التي تسببها المسلسلات.

تيار الإسلام السياسي يستطيع وحده من دون سواه في هذا الشهر الفضيل أن يحقق حلمه السياسي بإقامة دولة الخلافة الإسلامية، بينما الغالبية العظمى من القوى الأخرى تعيش حالة من التخدير الكامل من المزيج الفتاك للقوى الثلاثية: الفول والكنافة والمسلسلات!

وكل سنة وأنتم بخير.. ورمضان كريم!