مسلسل سوري طويل!

TT

أكد لي مسؤول عربي، عاد من زيارة دمشق، مجموعة من الانطباعات الخاصة به، إن صدقت فهي مخيفة وخطيرة للغاية!

قال هذا المسؤول الانطباعات التالية:

1- إن نظام الدكتور بشار الأسد يعلم علم اليقين أن مصيره هو الانكسار والسقوط، لكنه لن يرحل طواعية.

2- إن من يعتقد أن الأزمة الحالية في سوريا تكمن في حكم الرئيس بشار الأسد هو مخطئ للغاية، لأن تركيبة الحكم ليست بشار الأسد، وليست آل الأسد، وليست الطائفة العلوية، وليست حزب البعث، وليست جزءا من أجهزة الأمن والجيش المسيطر عليها من البعث، لكنها خليط متداخل من هذا وذاك.

بمعنى أن طبقة الحكم ليست فردا أو عائلة أو طائفة أو حزبا أو تيارا أمنيا أو عسكريا منفردا، لكنها ائتلاف حديدي بين تلك القوى.

3- إن طبقة رجال الأعمال السنة في العاصمة وحلب واللاذقية، المدافعة عن طبقة الحكم في سوريا والمرتبطة بها بعلاقة بشبكة علاقات تجارية ومالية لا يمحوها إلا الدم مثل «مافيا» صقلية، هي شريك قوي في نظام الأسد.

4- إن القرار الأميركي والأوروبي - حتى الآن - هو الانتظار والمتابعة لما يحدث في سوريا، وتأجيل أي تصعيد عسكري مباشر من دول «الناتو» حتى حسم انتخابات الرئاسة الأميركية، ومعرفة حجم وقيمة هذا التصعيد، والجهة التي ستقوم بتمويل هذا العمل العسكري.

5- يؤكد أيضا هذا المسؤول العربي أن لقاءاته في الغرف المغلقة مع المسؤولين السوريين لا تشير من قريب أو بعيد لاسم السيد فاروق الشرع، نائب رئيس الجمهورية الذي اختفى فجأة من على مسرح الأحداث، وحجبت أخباره من وسائل الإعلام السورية الرسمية.

ويضيف المسؤول العربي، إذا قلت لهم: «وكيف الأستاذ فاروق الشرع؟» يأتيك الرد دائما إما بالحديث عن الطقس، أو عن الحلقة الأخيرة من مسلسل «روبي»!

وأضاف المصدر الذي لديه خبرة عميقة في الشؤون العربية أنه يخشى وبقوة من أن استمرار هذه المجازر الدموية في الأراضي السورية قد يؤدي إلى انتقالها بقوة إلى الأراضي اللبنانية، وأن عودة مخططات محاولات اغتيال الساسة اللبنانيين هي خير مؤشر على ذلك.

وحينما سألت محدثي: ولا يوجد أي أمل أن يرحل الرئيس السوري طواعية خارج البلاد مختصرا بذلك مسلسل الدم اللانهائي؟

ضحك محدثي: يا ولدي أنت ساذج للغاية!

ألا تعرف المثل القائل في دمشق: «بشار» للعيادة و«ماهر» للقيادة؟!