.. ويحكمون العالم!

TT

إذا كنا نعجب من كل هذه المشاكل التي نقع فيها فسيزول هذا العجب عندما نكتشف جهالات من يتولون شؤوننا وشؤون هذا العالم. الحقيقة أن الكثير منها يصلح ليكون مصدرا للتنكيت والفكاهة. ويظهر أن أحد موظفي السفريات في واشنطن انتبه لذلك فنشر قائمة طويلة بما مر به من جهالات رجال ونساء السياسة. فما من مكان تتجلى فيه جهالات الرجال أحسن من مكاتب السياحة والسفر. من ذلك أن سيدة عضوا في الكونغرس عزمت على السفر إلى كندا، سألته فقالت: «ممكن أشوف إنجلترا من هناك؟» قال لها هذا غير ممكن.

- «لم لا؟ لقد نظرت في الخريطة ووجدت إنجلترا تقع في مقابل كندا!».

وذهب السيناتور برني ساندرز لمكتب السياحة ليحجز مكانا لإقامته في أورلاندو في ولاية فلوريدا. طلب من الموظف أن يعطيه غرفة مطلة على البحر. أجابه باستحالة ذلك. فأورلاندو لا تقع على البحر.

«كيف؟ أنا نظرت في الخريطة ووجدت أن فلوريدا مجرد شريط ضيق من الأرض!».

كثيرا ما تضلل الخرائط والأطالس من يتصفحها، ما لم يكن له معرفة كافية بالمقاسات والنسب، وهو ما وقع فيه رئيس الوفد التركي عند التفاوض مع الروس بعد حرب القرم. طالب الوفد الروسي بتنازل تركيا عن جزء من داغستان للإمبراطورية الروسية. لم يكن للمفاوض التركي أي معرفة بالموضوع، فطلب النظر إلى الخريطة، جاءوه بخريطة كبيرة للقوقاز ونشروها على الطاولة. أشاروا للمكان المتنازع عليه. وضع أصابعه على المنطقة وقاسها فوجدها لا تتجاوز الشبرين. ابتسم راضيا وقال: «أوه! كلها حكاية شبرين! خذوها وخلصونا!».

وهكذا خسر العثمانيون ولاية داغستان.

ولربما راحت فلسطين ضحية لمقلب مشابه عندما طالب الصهاينة من بلفور إعطاءهم أرض الميعاد. لم يكن له أي معرفة بالشرق الأوسط فجاءوه بالخريطة. نظر فوجد فلسطين لا تتجاوز الإنش الواحد عرضا والثلاثة إنشات طولا فقال: آي! هذه بقدر شرخة كعكة ناشفة لا أكثر. اعطوها لليهود!

يسترسل صاحب المكتب السياحي في سرد الأمثلة عن جهالات رجالات الحكم. يقول إن النائب شاكوسكي جاءه مندهشا ليتساءل كيف أنه انطلق بالطائرة من واشنطن في الساعة 8:30 صباحا ووصل شيكاغو في الساعة 8:33 صباحا؟ حاول أن يشرح له مسألة الفرق الزمني بين توقيت المنطقتين وعجز عن ذلك فاضطر أخيرا أن يقول له إن الطائرة كانت من نوع فائق السرعة!

وهذا ما روي عن نائب آيرلندي. حجز مقعدا في الطائرة من بلفاست إلى ليفربول. خطر له أن يسأل الموظف عن المدة التي ستستغرقها السفرة. أسرع الموظف ليفتش عن ذلك في دفاتره واسترخص من النائب الفاضل ليسمح له قائلا: «دقيقة وحدة».

فابتشر النائب وقال «دقيقة فقط. رائع!» وانطلق خارجا من المكتب!

يا ما مررت بمقالب مشابهة من مسؤولينا. اصطحبني الملحق الصحافي العراقي لحفل في السفارة الأيسلندية. وبعد أن أكلنا وشربنا وخرجنا، سألني: «وين هي هذي أيسلندا؟» ذكرت له مكانها فقال: «وعندهم ملك؟».