أهنئكم بشهر رمضان

TT

أهنئكم بشهر رمضان الفضيل، الذي أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار.

غير أن بعض الناس للأسف حولوا أوله إلى نوم بالنهار، وأوسطه إلى مسلسلات وسهرات، وآخره إلى موائد عامرة ومعسلات.

فماذا تبقى من دلالة رمضان؟!

* * *

جلست أمامه أشكو وأندب حظي العاثر، كأي وليّة من الولايا، فرمقني بعين (رديّة وغير رضيّة) قائلا لي بصراحته الفجّة: (اخص) عليك، ليس للحظ ذراعان طويلتان يا مهبول، إنه لا يتمسك إلا بمن يتمسك به، هل فهمت؟!

أجبته بخوف دون أن أنظر في عينيه قائلا له:

إنني يا سيدي حاولت أن أتمسك به يوما، غير أنه من سوء طالعي، أنه في ذلك اليوم بالذات كان هو لابسا (كلسون أبو خيط)، وداهنا جسمه كله بزيت السيارات.

* * *

تعريف (الإتيكيت) عندي أنه هو: الصوت الذي لا ينبعث منك وأنت تشرب الماء، خصوصا إذا كنت (شرقان)، أو عندك (زغطة)، يا ليت أحدكم يحاول أن يجربه، مثلما حاولت أنا أن أجربه يوما فخرج وقتها الماء من مناخيري كالشلال وكدت أن أفطس، والحمد لله أن الأمور وصلت إلى هذا الحد، وإلا كنتم اليوم لا تترحمون على حالي.

* *

كنت شاهدا ومستمعا بحوار أو بمعنى أصح (ملاسنة) بين سيدة وفتى لا يزيد عمره عن 16 سنة، وذلك عندما نظرت المرأة (المدردّحة) بغضب وعبوس نحو الفتى (السلتوح) وهو يدخن وسألته: هل تعرف أمك أنك تدخن؟! فما كان منه إلا أن حدّجها بنظرة صارمة ثم أجابها: قولي لي أنت يا (ستي) هل يعرف زوجك أنك تتحرشين بالفتيان في (المولات)؟!.

بهتت المرأة وفتحت فمها من شدّة الذهول، ثم نكصت على أعقابها موليّة الأدبار، فيما راح الفتى يشفط السيجارة إلى أن خرج الدخان من جميع مناسمه، ولو أنني كنت من المدخنين لطلبت منه أن يولع لي سيجارة.

* * *

قرأت: «إن الأعمال تتكلم بصوت أعلى من صوت الأقوال».

- ليس دائما خصوصا في العالم العربي، الذي يملك أقوى الحناجر وأكثر الميكروفونات عدوانية وضراوة، وأدهى وأمر أنه يفعل ذلك بإصرار وعلى مدار الساعة، إلى درجة أنني ذهبت للصيدلية واشتريت سدادة لأذني.

وكل من يقابلني في هذه الأيام يعتقد أنني أصنج، أو قريب لفريد (الأطرش)، والفرق بيني وبينه أنه كان يغني ويسعد الناس، وأنا ما زلت ألطم وأشقي نفسي.

[email protected]