لعبة السلاح الكيماوي!

TT

الملف الأخطر الذي يطرح نفسه الآن إقليميا ودوليا هو «ملف السلاح الكيماوي» المتوفر لدى النظام السوري.

الأسئلة المطروحة هي: هل سوف يتم استخدامه في الحرب الأهلية الدائرة الآن؟ هل سوف يتم استخدامه في حال لجوء دول حلف الأطلنطي إلى استخدام الفصل السابع من نظام مجلس الأمن الدولي وإعلان حق استخدام القوة ضد النظام السوري؟ أم أنه سوف يتم استخدامه ضد إسرائيل بواسطة سوريا؟ أم سيتم نقله إلى قوات حزب الله في الجنوب اللبناني وتخزينه والتلويح باستخدامه عند الحاجة؟ المعلومات المتوفرة حول السلاح الكيماوي السوري هي على النحول التالي:

1- إنه بالفعل موجود، بمعنى أنه ليس وهما مثل وهم السلاح العراقي الذي قامت عملية غزو العراق من أجله ولم يتم العثور على غرام واحد منه.

2- إن سوريا تعتبر من أكثر الدول المخزنة له في العالم، بل هي الأكثر في المنطقة.

3- إن سوريا تمتلك رؤوس الصواريخ الروسية والصينية والكورية الشمالية القادرة على حمل هذه المواد الكيماوية إلى مساحة دائرة تتجاوز 3000 كيلومتر.

4- إن نوعية المواد المخزنة في سوريا هي من المواد الثلاثة الأكثر خطرا في العالم، بما فيها غاز الخردل الفتاك.

هذا الملف الذي انفتح - فقط - منذ عدة أيام من قبل مصادر الجيش الإسرائيلي، وبدأت إسرائيل من أجله إجراءات وتدريبات خاصة لمواجهة حالة طوارئ قد تنشأ إذا ما تم استخدامه تدعونا للتساؤل:

هل هذه الحالة هي نتيجة «فلسفة الاحتراز» الدائم والحيطة الأمنية الإسرائيلية التي قد تصل إلى حد الفوبيا؟ أم أنها نتيجة معلومات من الداخل السوري ترى أن النظام السياسي قرر أن يستخدم نظرية «شمشون» الشهيرة: «علي وعلى أعدائي» ويقوم لهدم المعبد على رؤوس الجميع في الوقت الذي قرر فيه أن يلفظ أنفاسه الأخيرة؟ أما السؤال التآمري الخطير هو: هل كل ما سبق هو تصعيد مفتعل ويتم تضخيمه بهدف خلق ذريعة للقيام بعمل عسكري ضد سوريا بعدما فشل مجلس الأمن الدولي في استصدار القرار بسبب الفيتو الروسي والصيني؟ لعبة خطرة ومخاطرة ذات احتمالات مزدوجة في المنطقة هالكة إذا تجاهلت التحذيرات الخاصة بالسلاح الكيماوي وثبت صدقها فيما بعد، وهي أيضا هالكة إذا ما دخلت في مواجهة عسكرية وثبت كذبها بعد إزهاق أرواح وخسائر مخيفة!!