عند طائفة (السيخ) في الهند كتاب مقدس - على حد زعمهم -، وهذا الكتاب يعتبر من أكثر الكتب في العالم تكريما وتبجيلا.
فهو يعامل كما لو كان ملكا حيا، فله حاشية كبيرة من الخدم والحشم تقوم بهز المراوح المصنوعة من ريش الطاووس ذات المقابض الذهبية لتلطيف الجو حوله طوال اليوم، وتعزف فرقة موسيقية الألحان العذبة أمامه لطرد السأم عنه، وتقدم إليه الفواكه والحلوى بما فيها (الشوكولاته) باستمرار، وقد بني معبد (أمرستار) الذهبي الشهير وهو مركز العبادة لدى تلك الطائفة خصيصا لهذه الغاية وهي إيواء هذا الكتاب، والمعبد الذي بلغت نفقات إقامته أكثر من أربعين مليون دولار، مبني من الرخام المزخرف والمرصع بالنحاس المطلي بالذهب بكثافة، وبعض أجزائه مرصعة بالألماس.
يا لهذا الإنسان، ويا لمعتقداته (!!)
* *
في إحدى القرى بمحافظة أسوان المصرية، حصل نزاع بين أسرتين، وكانت شرارة النزاع بينهما الاستحواذ على (بقرة)، وسقط من جراء تلك المعركة (12) قتيلا غير الجرحى.
والمؤلم أن تلك القرية التي جرت فيها تلك المذبحة اسمها (الحكمة)!!
وكان حريا بتلك البقرة أن تكون في (سويسرا) لا مصر؛ حيث إنهم هناك يعطون لكل بقرة شهادة ميلاد مثلها مثل أي مولودة من بني البشر، وتسجل في دفاتر الحكومة، ويتابعون حياتها المعيشية والصحية وحتى (النفسية)، وإذا حدث لها حادث تولت الحكومة التحقيق فيه.
وعندما أردت أن أتأكد من هذا سألت أحد السويسريين عن ذلك فقال لي: نعم، فالأبقار تشاركنا الأرض والحياة، فلها ما لنا، وعليها ما علينا.
ولكنه أفحمني عندما سألني: أنت تختلف عن الأبقار في إيه؟!
* *
قال لي أحد الرجال المسنين: انتقلت مع زوجتي العجوز ثقيلة السمع إلى منزل جديد بجوار أحد الموانئ، وصادف ذات يوم أن أطلقت إحدى البوارج الحربية مدافعها عشر مرات، تحية لأحد كبار الزوار الرسميين، وتفاجأت بزوجتي تنهض سريعا وتصلح من ثوبها وتصفف شعرها أمام المرآة، ثم تتجه ناحية الباب وتسأل من الطارق؟!
* *
أعتقد أنه إذا قيل يوما، إن جميع من على وجه هذه الأرض سوف يدخلون الجنة ما عدا إنسانا واحدا، فساعتها لن يهدأ لي بال ولن يغمض لي جفن، وأظل طوال الليل (أتقلب على جمر الغضا) من شدة القلق، خوفا من أن أكون أنا ذلك الإنسان الذي سوف يحرم من دخول الجنة، من بين سبعة مليارات من البشر.
ولا أدري هل ذلك ناتج من شدة الإيمان، أم أن (الذي على رأسه بطحة يحسحس عليها)؟!