مؤشرات معركة حلب!

TT

معركة حلب - أو بالأصح مجزرة حلب - التي يقودها نظام الحكم في سوريا، من الممكن أن تعطي مؤشرات واتجاهات لنوايا وخطط نظام الدكتور بشار الأسد بالنسبة للمستقبل القريب.

حلب هي كبرى المدن السورية من ناحية التعداد وإحدى أقدم المدن التجارية في التاريخ، وتستحوذ على أكبر مراكز صناعات النسيج والملابس والصناعات الغذائية وتجميع المعدات الكهربائية.

ويعتبر «تجار حلب» أو ما يعرف باسم «بازار حلب» من القوى النشطة للغاية في حركة الاقتصاد والتجارة في البلاد، كما أن قطاعا كبيرا من المهاجرين السوريين في أميركا اللاتينية يعود مسقط رأسهم إلى تلك المدينة التاريخية.

وكان رهان الحكم في دمشق دائما على أن «حلب» هي دائما مدينة طيعة مستقرة سياسيا بالنسبة لموقفها من النظام الحاكم عملا بمنطق أن «أصحاب المال والمصالح يسعون دائما إلى عدم تهديد استثماراتهم، وأنك إذا كان لديك ما تخاف عليه فإنك دائما سيكون لديك ما تخاف منه». الآن، سقط هذا المنطق وتحرك الشارع الحلبي، وأصبح جزءا من الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد.

معركة حلب شرسة للغاية، استخدمت فيها الدبابات والمجنزرات ومدفعية الميدان والمدافع المتوسطة والمروحيات مقابل قوى شعبية مسلحة لا تمتلك سوى مدافع رشاشة أو بنادق نصف آلية وذخيرة محدودة. وتعلن محطات النظام السوري ليل نهار عن الانتصارات الكبرى التي قامت بها قوات «الجيش النظامي» بتحقيقها تجاه حفنة من «المخربين العملاء»، على حد وصفهم.

ما تؤشر إليه معركة حلب، أن هذا النظام لن يقف أمامه أي عنصر إنساني أو بشري في كبح جماح عملياته العسكرية، ولن تقف أي كتلة بشرية مزدحمة، مثل حلب، ضد سياسات المجازر والتطهير السياسي والعرقي ضد المعارضين.

لن يوجد سقف ما لعدد الضحايا في ردع صانع القرار في دمشق ولا أنصاره في طهران وموسكو وبكين.

المخيف في السلوك السوري الرسمي، وفي تناوله لمعركة حلب، أنه يحاول تسويق الموضوع على أنه استجابة لنداءات واستغاثات من أهل حلب! نحن أمام نظام قرر أن المعركة طويلة ولديه الإمكانات والعتاد لذلك، ونحن أمام معارضة تسليحها بدائي، ودول جوار مشاكلها تمنعها من التدخل الحاسم، ومجتمع دولي مأزوم، والقوى الكبرى في مجلس الأمن معطلة، والجامعة العربية صائمة في رمضان وإلى الأبد!

لكم الله يا أهل سوريا!