عاشت الملكة

TT

بمناسبة الأولمبياد في لندن، والدور التمثيلي الذي قامت به الملكة إليزابيث مع الممثل دانيال كريغ في حفل الافتتاح، فقد علقت الإعلامية المشهورة باربرا ولترز على ذلك قائلة: إنني أعجبت بالمشهد التمثيلي مع كريغ، لقد كان فكاهيا، ولكن المشكلة مع هذه السيدة أنها لا تعرف كيف تبتسم. وبالصدفة اطلعت على مجلة صادرة في عام 1945، وفيها (ريبورتاج) كامل عن الأميرة إليزابيث - الملكة فيما بعد - وكان عمرها آنذاك 19 سنة، ولم تكن ولية للعهد، أقتطع لكم بعض أجزائه عله يلقى قليلا من الضوء على حياة تلك الأميرة المراهقة، وجاء فيها:

أنها أقل مرحا من شقيقتها الحسناء مارغريت التي بلغت الخامسة عشرة من عمرها، فقد أتقنت أصغر الأميرتين محاكاة كبار زوار القصر في حركاتهم، فيثير تقليدها عاصفة من الضحك على مائدة الطعام في القصر، أما الأميرة إليزابيث فقوية الشخصية، وسوف تكون ملكة فاضلة وقد تكون ملكة عظيمة، ولكن سواء كانت فاضلة أم عظيمة، فإنها ولا ريب ستكون ملكة تفتن الناس، فهي ممشوقة القوام، وقد ورثت عن أسلافها قدا فارعا وبشرة بضة متوردة، وثنايا بيضاء مليحة وبنية قوية، إلا أن حسنها لا يتجلى في الصور (بلاك آند وايت)، لأن سر حسنها في لون بشرتها.

فإذا ما صارت ملكة، كان أهم أعمالها أن تكون رمزا لاستمرار الملك، فقد تسقط الحكومات وتنحل الأحزاب، ولكن التاج باق إلى الأبد، والشعب البريطاني يدرك هذه الحقائق ويجد فيها سرورا عظيما.

وكثيرا ما تذهب الأميرة إلى بعض الحفلات الراقصة الخاصة، تصحبها وصيفتها الوحيدة، ولا تعود أحيانا قبل الثالثة صباحا، وهي تراقص كثيرا من الشباب، ولكنها لا تخص أحدا منهم بعطفها.

ومنذ سنة بلغت السن التي تفرض عليها الخدمة الوطنية كما تفرض على سائر أبناء شعبها.

فرأى الملك بعد استشارة وزرائه أن تلتحق كمجندة في إحدى ورش هندسة السيارات.

وسبق لها أن قادت منفردة سيارة عسكرية من شمال أسكوتلندا ووصلت إلى القصر بعد أن دارت دورتين في ميدان (بيكاديللي) في ساعة الزحام.

وهي مطلعة اطلاعا دقيقا على تاريخ أميركا، وتجيد الحديث بالفرنسية، وهي تعزف على البيانو وتغني غناء عذبا، ولها مشاركة في فنون القرن العشرين، وتحسن السباحة وقيادة السيارات وركوب الجياد والصيد، وتحب موسيقى الرقص الأميركية، وتحسن طبخ (السباغيتي والبيتزا)، ولها شغف بألعاب الجمباز.

وقد سئلت في طفولتها: ماذا تريد أن تكون حين تكبر، فأجابت بغير تردد «أود أن أكون جوادا».

والآن وقد بلغت (86) عاما من عمرها المديد، لا نملك إلا أن نقول: عاشت الملكة.

[email protected]