من يضمن حزب الله؟

TT

إذا ذهب نظام الدكتور بشار الأسد، ما هو مستقبل الدور السياسي والأمني لحزب الله اللبناني وما هي إيجابيات أو سلبيات سقوط هذا التحالف؟

في فبراير (شباط) 1985 اعترف حزب الله اللبناني بولاية الفقيه في طهران، وبعدها بأربع سنوات كان جاهزا عبر تمويل إيراني من خلال قنوات أمنية سورية أن يبدأ في أعمال «المقاومة الإسلامية الشيعية ضد إسرائيل في الجنوب». وقد تأسست العلاقة بين حزب الله والنظام الأسدي في دمشق منذ ذلك التاريخ على الثوابت التالية:

1ـ أن علاقة التحالف الاستراتيجي التي تربط بين دمشق وطهران من ناحية، وعلاقة المرجعية الدينية التي تربط حزب الله بإيران هي «نقطة الالتقاء» الصلبة في تحالف سوريا وإيران وحزب الله.

2ـ أن إيران ستلعب دور «الممول» بالمال والسلاح في هذه العلاقة وسوريا سوف تلعب دور «المدير» و«المدبر»، بينما سيلعب حزب الله دوره العسكري والأمني والسياسي بما يخدم مصالح الطرفين الإيراني والسوري.

3ـ أن الوضع الجغرافي لسوريا يجعلها المنفذ الأرضي والظهير الاستراتيجي لحزب الله، وإطلال الموانئ السورية في بانياس وطرطوس يجعلها منفذ تلقي الأسلحة بحريا وإيصالها إلى حزب الله.

وظلت سوريا تلعب وباقتدار منذ عهد الأسد «الأب» بورقة حزب الله، فهي تضغط بها على إسرائيل حينما تريد، وتضغط على الحزب وتضبط عملياته إذا كان ذلك يخدم المصالح السورية مع تل أبيب وواشنطن.

وكان هناك قبول أميركي وإسرائيلي وأوروبي إلى حد التسليم السياسي الكامل «بالإدارة الأمنية» لدمشق على حزب الله على أساس أن سوريا هي بمثابة «الفلتر» أو «المنظم» لأداء حزب الله.

لذلك كله كان مفهوما لدى كافة القوى الاستخبارية في العالم أن دمشق هي «بوابة الضبط الأمني» لحزب الله، وطهران هي خزانة ومستودع السلاح.

الآن، إذا كان هذا «الفلتر» أو المنظم السوري في طريقه للسقوط، وإذا كان النظام الجديد الآتي قد لا يكون صديقا لحزب الله، فمن هي القوى الضامنة أو المسيطرة على أداء هذا الحزب؟

حزب الله، الذي يمتلك أكثر من 50 ألفا من الجنود والعناصر الشديدة الانضباط والولاء العقائدي والتدريب، والتي تمتلك أكثر من 70 ألفا من الصواريخ التي تصل إلى أكبر المدن الإسرائيلية، من هي القوى التي يمكن أن تضبطه؟

ويأتي السؤال الأخطر: إذا جاءت إلى السلطة في دمشق قوى إسلامية سنية متطرفة في حالة عداء مع حزب الله لها روافد مؤيدة في الشمال اللبناني، فهل سيؤدي ذلك إلى حرب أهلية سورية لبنانية على أسس طائفية؟

أسئلة معقدة، إجابتها ليست متوفرة بسهولة، وطرحها الآن ضروري قبل أن نواجه انقسامات بين ما لا يقبل التقسيم!