إيران وسوريا حتى الموت؟

TT

العلاقات الإيرانية - السورية تمر هذه الأيام بأخطر اختباراتها منذ عام 1979، عندما بدأت علاقة استراتيجية بين نظام البعث الحاكم في دمشق ونظام الحرس الثوري المسيطر في طهران.

وتم تدعيم هذه العلاقات بمصالح تجارية على أرفع مستوى، وتعاون استخباري وثيق للغاية، وعلاقات عسكرية تبدأ بتمويل لشحنات سلاح ثم توفيرها إلى التدريب وصولا إلى وجود قواعد أمنية مشتركة في سوريا ولبنان. واعتبرت إيران وسوريا، أن لبنان هو المسرح الأهم لتجسيد التعاون الأمني بينهما لاستخدامه كذراع لتنفيذ خطط ومشاريع الطرفين.

وتأتي زيارة سعيد جليلي، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لدمشق واجتماعه بالرئيس بشار الأسد، أول من أمس، محطة بالغة الأهمية في العلاقات بين الطرفين. وقد يقول قائل: وما أهمية هذه الزيارة بالذات؟

وما الذي يجعلها مختلفة عن عشرات الزيارات المتبادلة بين العاصمتين، وبخاصة أن وزير الخارجية السوري كان في زيارة لطهران منذ أيام معدودة؟

أهمية الزيارة تأتي للأسباب التالية:

1) ازدياد المخاطر الأمنية على استقرار الحكم في دمشق بالذات داخل الدائرة الضيقة المحيطة به بعد زيادة وتيرة حركة الانشقاقات والهروب من دمشق؛ آخرها انشقاق رئيس الحكومة السورية الجديد ولجوؤه إلى عمان.

2) عدم قدرة النظام على حماية الزوار الإيرانيين إلى سوريا تحت دعوى الحج إلى الأماكن الدينية وزيادة عدد المخطوف منهم في الآونة الأخيرة.

ويتردد أن هؤلاء خبراء إدارة معارك من الحرس الثوري الإيراني.

وقد اعترف سعيد جليلي أنهم من «القيادات السابقة في الحرس الثوري الإيراني».

3) وصول عدد من الرسائل إلى طهران من عدة عواصم غربية تلوح بأن «تخلي طهران عن النظام السوري الآن قد يساعد بقوة في إعادة تأهيل النظام الإيراني ورفع العقوبات الاقتصادية عنه ضمن صفقة متكاملة تضم موضوع الملف النووي الإيراني».

4) لقاء بشار الأسد - سعيد جليلي هو لقاء «طمأنة وتطمين» للطرفين، فكل منهما له مخاوفه وشكوكه بالنسبة لقدرة كل طرف على الحفاظ على تعهداته للآخر، «وقدرته الذاتية» في عدم الانكسار أمام الضغوط.

ويبقى السؤال، هل هذا الحلف الحديدي مكتوب له الاستمرار حتى آخر جندي سوري، وحتى آخر قطعة سلاح إيرانية، أم أنه عمل مؤقت مرهون بمعادلات محلية وإقليمية ودولية قابلة للمراجعة في أي لحظة؟

هل تبيع إيران نظام الأسد وتنجو من الطوفان أم أنه رهان حتى الموت؟؟