سوريا: «عيدية» من «الميغ 25»!

TT

أصبت بالذهول والحزن والاشمئزاز وأنا أشاهد وأتابع خبرا على شاشة التلفزيون أول من أمس!

وحتى هذه اللحظة وأنا أحاول التزام الأدب في التعقيب على هذا الخبر، خاصة أنه يأتي في الأيام الأخيرة للشهر الفضيل وفي فترة الروحانية العظيمة لختم القرآن، إلا أن الأمر لا يصدقه عقل.

ولكن ماذا يقول الخبر؟

قام سرب من أسراب طائرات «ميغ 25» التابعة للسلاح الجوي السوري بعمليات قصف لأهداف ومناطق مدنية تتجمع بها القوى «الإرهابية».. إلى نهاية الخبر الصادر عن القيادة!

هل هذا معقول؟! هل يمكن للعقل الإنساني، مهما أوتي من الخيال، أن يصدق أن الطائرة «ميغ 25» الحديثة الروسية الصنع القاذفة المقاتلة بكل ما لها من قوة تدميرية يكون دورها أن تقصف أهدافا مدنية؟! الذي أصدر القرار بانطلاق الطائرة سوري، وبرج المراقبة سوري، وغرفة العمليات سورية، وصاحب المعلومات والاستطلاع سوري، وقائد الطائرة سوري، والهدف «المعادي» سوري، والضحايا والشهداء - أيضا - من سوريا!

من يصدق أن أحد الحكام العرب يصدر أمرا عسكريا في الأيام الأخيرة من شهر رمضان بأن تكون «العيدية» التي يمنحها لشعبه قذائف مدمرة من أبرز طائرات جيشه التي لم تشتبك يوما مع العدو الإسرائيلي!

طبعا الطائرة صناعة روسية، هل هي اليوم فخر الصناعات العسكرية لجمهورية روسيا الاتحادية؟! لكن السؤال: ألم يؤرق ضمير السيد بوتين ورئيس حكومته أن يتم استخدام طائرة مقاتلة في قصف مواطنين عزل مهما كان خلافهم مع النظام السوري «الصديق» لموسكو؟!

السؤال الآخر: ألا يزعج ذلك ضمير السيد وليد المعلم وزير خارجية النظام السوري، الذي يشكو من المؤامرة الكبرى التي تحاك لبلاده في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي التي أدت مؤخرا إلى تجميد عضوية سوريا في المنظمة؟! أليس هذا السلوك «الإنساني» العظيم من قبل طائرات «الميغ 25» السورية دافعا إلى ثورة الضمير العالمي على قرارات المقاطعة المستمرة؟! كيف سيستقبل بشار الأسد نهاية الشهر الفضيل؟! وكيف سيقف بين يدي الله مؤديا صلاة العيد؟! وكيف ستكون لديه بعد نهاية صيامه فرحتان؟! أعتقد أن فرحة الدكتور بشار ليست بنهاية الصيام وفرحة العيد، لكنها ستكون باستخدام «الميغ 25» والاستعداد لدفع «الميغ 27» الرائعة ضد عدوه الكبير، عدوه الرئيسي، ذلك هو الشعب السوري!

وكل «ميغ» وأنتم سالمون!