هل نحن أمة ذكية؟!

TT

سؤال أرجو ألا يجرح مشاعر أي إنسان!

هل نحن أمة ذكية؟

قبل الإجابة دعوني أعرف لكم التفسير العلمي لمصطلح الذكاء: «هو القدرة على المفاضلة والاختيار بين أصلح البدائل بشكل سليم».

مثلا: لو أمامك طريق مكتوب عليه إشارة تقول «هذا طريق الهلاك»، وإشارة أخرى تؤدي إلى طريق مضاد مكتوب عليه «طريق السلامة»، وبعدما تكون قد تأكدت من صدق المعلومة المكتوبة على كل إشارة فإنه من المنطقي ومن الطبيعي ومن البديهي أن تختار «طريق السلامة»!

قد يبدو ذلك منطقيا لأي إنسان، إلا في حالة صانع القرار العربي.

دخل صدام حسين الحرب مع إيران وهو يعلم أنها حرب اللامنتصر، وقام بغزو الكويت وهو يعلم أن العالم لن يتركه يقوم بالاستمرار في الاحتلال، وحتى حينما قال جيمس بيكر والملك حسين وحسني مبارك إن الحرب آتية لا ريب فيها إذا استمر في حماقته، حدث ما حدث ودفع الجميع ثمنا غاليا!

وعندما قيل للعقيد القذافي ارحل لأن كلفة بقائك تعني حربا قبلية وأهلية ستأكل الأخضر واليابس، لم يسمع النصح ودفع حياته وحياة وسلامة أسرته ثمنا.

وحينما أبلغت الرياض والدوحة وأبوظبي وأنقرة الدكتور بشار الأسد في بداية الأحداث نصائح بأن الوضع الداخلي السوري ينذر بمخاطر شديدة، وأنه لا بد من عمل إصلاحات جذرية حقيقية وإلا فالحرب الأهلية على الأبواب والكلفة ستكون باهظة للغاية، ناور وماطل ولفّ ودار ثم اصطدم مع الجميع وأصر على الحل العسكري ضد شعبه!

وحينما قلنا مائة ألف مليون مرة للسلطة الفلسطينية وحركة حماس إن الانشقاق السياسي الحاد بينكما هو أقصى طموحات إسرائيل، وإنه يضعف المركز التفاوضي لأي مسؤول فلسطيني، ظل الحال على حاله وما زالت دولة حماس في غزة ودولة السلطة في رام الله من دون أي اعتراف بأي منهما من قبل الطرف الإسرائيلي!

وحينما طالبنا العقلاء في طهران بإيقاف المشروع الأحمق الذي يتحدث عن تصدير الثورة الإيرانية للخارج وتحويل إيران إلى مركز الدفاع الأول عن مشروع «الإسلام الشيعي السياسي»، وأكدنا أن هذا المشروع مدمر أكثر من مائة قنبلة نووية تسعى إيران لامتلاكها، لم يصدقنا مخلوق في إيران، وها هي طهران اليوم تلاحظ حالة من الفتور العالمي وهي تعد لقمة عدم الانحياز بعد عدة أيام.

لا أحد يسمع النصح، وإذا سمع فلا يستمع، وإذا استمع فلا يحاول الفهم، وإذا فهم فلا يعمل بما فهم!

ارحمنا يا الله، واجعلنا ممن يسمع النصح ويتبع الهدى!