لو نشبت الحرب؟

TT

ماذا يمكن أن يحدث لو قامت حرب إقليمية في المنطقة بين إسرائيل وإيران؟

لا أتحدث الآن عن «الشيطان» أو «الملاك» بمفهوم السياسة في حال حدوث هذه الحرب، ولن أخوض في مسألة من المصيب ومن المخطئ، ولن أدخل في حالة العداء لإسرائيل أو عداء الأغلبية العربية لإيران، ولكن سوف أركز تفكيري في الإجابة عن السؤال الكبير.

نعم، ماذا لو نشبت الحرب؟ ما هو موقف العرب من هذه الكارثة التي سوف تحل بالمنطقة بين قوتين عسكريتين كل منهما لديها ترسانة غير تقليدية من الأسلحة شديدة التدمير، وكلتا القوتين تقودها حكومات متشددة، ومتطرفة وفاقدة للحكمة السياسية وعلى استعداد لتفجير العالم كله من أجل «خزعبلات طائفية أو هوس ديني لا حدود له».

لو نشبت هذه الحرب - لا قدر الله - فإن سماء وبحار وأراضي المنطقة العربية كلها ستكون تحت مرمى النيران، وأيضا سوف تكون أبنية ومنجزات وسكان المنطقة تحت خطر شديد.

وقد يقول قائل: «يا رجل تفاءل بالخير تجده.. إن شاء الله لن يحدث شيء»!

وقد يصح كلام الباشا الجالس على مقهى عربي ينفث في تكاسل دخان شيشته، ولكن التاريخ قد علمنا أن أهم شروط إدارة الأزمات هو محاولة تجنبها أو الاستعداد لها في حال حدوثها مهما كان هذا الاحتمال ضعيفا.

ما هو الموقف الجماعي لجامعة الدول العربية في حال نشوب الحرب؟ وما هو موقف الجامعة لو وقفت بعض الأنظمة مع إيران أو - صدق أو لا تصدق - وقفت بعض الأنظمة ضدها من خلال تقديم تسهيلات لوجيستية للطيران الإسرائيلي؟

ماذا سيكون موقف دول التعاون الخليجي إذا كان الرد الإيراني ليس على أهداف إسرائيلية ولكن على أهداف ومواقع عربية في دول الخليج؟

ما هو موقف الدول العربية المطلة على البحر الأحمر إذا ما قامت البحرية الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز؟ واذا ما تم إغلاق المضيق ما هو أثر ذلك على شحن النفط وأسعاره العالمية؟

عشرات الأسئلة التي يفرضها هذا الحدث اذا ما نشبت الحرب المقبلة. وأستطيع ان أسمع صيحات التعجب التي يطلقها البعض الآن وهو يسأل «يا عمنا اتركنا كي نتفرغ لما هو حادث اليوم في سوريا من مجازر ودعنا نحاول أن نمنع انتشاره في لبنان».

ثم تأتي العبارة التي نرددها دائما «دع الخلق للخالق».

أرد على هؤلاء سبحان الله مدبر الكون والقادر على كل شيء، لكنني أعود وأسأل ماذا سنفعل لو نشبت الحرب؟؟