ناقوس الخطر يدق!

TT

سوف أقتطع جزءا من عمودي هذا لمقالة سابقة للكاتب السعودي الأستاذ عابد خزندار، وسوف أبدي وجهة نظري في النهاية، وهو يقول:

«لا أظن هذه الحالة التي سأتحدث عنها فريدة، إذ إن تعدد الزوجات ظاهرة ملموسة في مجتمعنا، والمشاكل التي تنجم عنها أكثر من أن تحصى، ولكن هذه الحالة، فيما أحسب، لا تخلو من طرافة، فالزوج الذي أتحدث عنه متزوج من ثلاث معلمات، وهو يعيش في المدينة المنورة، وقد تم نقل زوجاته الثلاث، وكلهن بالطبع لهن أطفال، إلى ثلاث مناطق نائية مختلفة، دفعة واحدة وفي الوقت نفسه، والمناطق هي حائل والثانية خيبر والثالثة في إحدى قرى المدينة، وهذا جعله يطلب من زوجاته العدول عن العمل فرفضن، وخاصة أن عقد الزواج ينص على منحهن حق العمل، وحاول أن يوسط آباءهن ليقنعوهن فرفضوا، ولم يجد أمامه سوى الشكوى لوزير التربية والتعليم لإعادة زوجاته الثلاث له، مقررا أنه منذ أن باشرن عملهن، أصبح ملازما للطرق وصديقا دائما لسائقي الشاحنات حتى يعدل في المبيت مع زوجاته الثلاث، ولا أدري لمن يترك العناية بأطفاله حين يسافر، ولا أعتقد أن ظروف وزارة التربية والتعليم تسمح لها بإعادة زوجاته الثلاث إلى المدينة، وعليه أن يتحمل جرائر إقدامه على التزوج بثلاث، و(يداك أوكتا وفوك نفخ)»، انتهى.

(أس) المشاكل، ونكبة النكبات، التي تأكل الأخضر واليابس، وتستفحل وتستشري وتصبح كالنار التي كلما رميت فيها وأضرمتها تقول: هل من مزيد، هي ولا شيء غيرها: (الزيادة السكانية المستفحلة) في بلادنا العربية على وجه الخصوص، فعندما كان عدد سكان العالم سنة (1800) لا يزيد على (750) مليونا، كان سكان مصر في ذلك الوقت على سبيل المثال في حدود (2.5) مليون فقط، وسكان بريطانيا في حدود (15) مليونا، ومن ذلك الوقت حتى الآن تضاعف عدد سكان بريطانيا أربع مرات فقط، في حين أن عدد سكان مصر تضاعف، ولله الحمد، أكثر من خمس وثلاثين مرة، ولا تسألوني عن الإمكانات الفارقة بين هاتين الدولتين.

وعندما كنت في المرحلة الابتدائية كانوا يقولون لنا إن عدد السكان في السعودية خمسة ملايين، واليوم هو يراوح عند العشرين مليونا، والله أعلم كم يكون عددهم بعد ثلاثة عقود، وخصوصا أن الزيادة السنوية هي (3.5 في المائة).

مصر تزداد سنويا بما يقارب مليوني مولود، وكلهم سوف يطلبون التعليم والعلاج والعمل، فمن أين ستأتي لهم أي حكومة بهذا، طالما أن الرقعة الزراعية محدودة، والصناعة الله أعلم بها، و(السستم) مشكوك بصلاحيته، وكل واحد يرمي بالمسؤولية على الآخر؟! فمن هو المسؤول الشجاع الذي يستطيع أن (يعلق الجرس في رقبة القط)، ولا تأخذه بالحق لومة لائم؟! كل هذا يجري، وما زال بعض المشايخ يحرمون تحديد النسل، بل وحتى تنظيمه، وشنوا حمله شعواء على (أبو رقيبة) لأنه ضيق الخناق على (هواة) تعدد الزوجات في تونس (!!).. مع أن الإسلام قد أباح المحرمات عند الضرورات والنكبات، ولا أظن أن هناك نكبة مترصدة أكثر من تلك الزيادة، مع أن الأمر بحد ذاته غير محرم، لأن الصحابة كانوا يعزلون والقرآن ينزل.

المسألة ليست لعبة ولا ضحكة، إنها مصير، إنها ناقوس خطر أحمر يدق في عالم أكثر سكانه هم - مع الأسف - إما من الطرشان وإما من اللاهين!

[email protected]