الروسي القاتل

TT

خبر حسن، أخيرا، من جمهورية بوتين: الشركة التي تصنع رشاش الكلاشينكوف (أ.ك 47) مشرفة على الإفلاس، بعد 60 عاما من صنع 100 مليون قطعة من هذا القاتل الروسي الشهير. نادرة الأخبار الطيبة من روسيا. تأتي أخبار علمية أو صناعية مذهلة من دولة مثل كوريا الجنوبية، أو من بلدة صغيرة في فنلندا أو من مصنع طائرات في البرازيل. من موسكو لا يأتي سوى بوتين ولافروف مع فاصل من ميدفيديف، الوجه الطفولي الذي لا يقدر على إخفاء الملامح المفترسة في وجه بوتين.

كان رشاش الكلاشينكوف، القاتل الأول في حرب لبنان، مع جميع المتقاتلين. كلهم اتفقوا على أنه لا «يروكب» ولا يخيب حامله أو صاحبه، أو أصحاب حامله وصاحبه. الأسلحة الروسية لا فعالية لها إلا في الحروب الأهلية. هزمت الميغ في الجبهة وأبلت البلاء الرديء في حلب.

لا نسمع عن هارفارد أو ستانفورد في روسيا بل حملة شهادات الدكتوراة العربية من جامعة باتريس لومومبا. تعتبر العراقية زها حديد «أعظم امرأة مهندسة في التاريخ». لماذا؟ السبب الرئيسي أنها لم تذهب إلى جامعة سوفياتية. ولا أحمد زويل. ولا مجدي يعقوب. ولا فاروق الباز. صنع السوفيات أفضل رشاش وأخفقوا في صنع سيارة لا تتعطل عند كل مفرق. صنعوا المقاتلات لكن ليس لديهم طائرة مدنية تجارية مما ينتجه مصنع صغير في ضواحي مونتريال. ما ليس رديء الهدف، ليس جيد الصنع في روسيا.

لم نسمع – لتقصير منا طبعا – بحدث طبي أو صيدلي في موسكو. لا نسمع بفيلم سينمائي يحصد جوائز الفنون. كل ما هو عظيم في الفنون والآداب ظهر قبل السوفيات. بعدهم ظهر ستالين والكلاشينكوف وبيانات سيرغي لافروف. لذلك نبأ جيد وأخبار طيبة أن تفلس شركة صناعة الأسلحة القاتلة في إزفسك. يقال إنها سوف تحاول العوم من خلال تطوير سلاح للصيد. برافو. عليكم بالرياضة. اذهبوا إلى الغابات. اغربوا بطائراتكم الكريهة من سماء حلب.

المنافسة الوحيدة مع الأميركيين هي في استعداء الشعوب وملء قلوب الأمهات بالجروح. والتفوق الوحيد في «الكلاشينكوف». لا تصدر موسكو آي باد أو آي فون أو حبة أسبرين. لا تصدر نقاشا فكريا أو نظرية علمية أو اختراقا طبيا. تصدر النظريات السياسية الفريدة من نوع تبادل الرئاسات والتناوب عليها شرط أن يبقى سيرغي لافروف علامتها الدبلوماسية والإنسانية والسمحة.

خبر جيد، إفلاس شركة السلاح في إزفسك. لكن ليس الخبر المنتظر. كلما رأى الناس طائرات الميغ تقصف أحياء المدن في سوريا فكروا في خبر أهم: متى تعلن دبلوماسية لافروف إفلاسها؟