السعودية على طريق المستقبل المشرق

TT

تلقيت دعوة كريمة من السفير النشيط أحمد قطان سفير المملكة العربية السعودية لدى مصر؛ نيابة عن الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائب وزير الخارجية؛ الذي حضر لمصر لحضور مؤتمر وزراء الخارجية العرب بالجامعة العربية نيابة عن الأمير سعود الفيصل - وزير الخارجية شفاه الله وعافاه. كان هذا هو اللقاء الأول مع الأمير عبد العزيز وقد حضره نخبة من السفراء والمثقفين في مجالات مختلفة.. منهم السيد عمرو موسى، والدكتور والسياسي المحنك مصطفى الفقي، والفنان الكبير حسين فهمي والإذاعي اللامع وجدي الحكيم والإعلامي الكبير عماد أديب والسفير محمد الدوكالي سفير المغرب في القاهرة.

لم يكن لهذا اللقاء أجندة معينة، بل تطرق الحديث إلى كل شيء، وكالعادة أبدع الحاضرون في حديثهم وقراءتهم للواقع والمستقبل على المستويين المصري والعربي والتحديات التي يواجهها عالمنا العربي في ظل تغيرات سريعة متتالية. وخرجت من اللقاء بأكثر من معلومة جديدة بالنسبة لي؛ أولها أن المملكة العربية السعودية بدأت، ومنذ سنوات كثيرة، خطتها الطموحة وهي الإعداد الجيد للنشء والشباب في كافة المجالات، خاصة مجال التعليم الذي يشهد حاليا طفرة كبيرة، خاصة بعد افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا التي تضم الكثير من حملة نوبل في التخصصات العلمية المختلفة بين أعضاء هيئة تدريسها؛ وذلك لإحداث نهضة علمية في كافة المجالات الصناعية، وقد بدأت السعودية بالطبع جني ثمار هذا التوجه في شكل قلاع صناعية ضخمة لاستيعاب الطاقات البشرية الهائلة للمملكة، وإتاحة الفرصة للشباب المبدع. وآخر ما سمعت من أخبار التقدم الصناعي بالمملكة هو قرب تدشين قلعة صناعة الألمنيوم التي ستقوم عليها صناعات كثيرة، منها على سبيل المثال صناعة السيارات.

والأهم بالنسبة لي كأثري هو أن الاهتمام بإحداث نهضة علمية وصناعية، صاحبها أيضا اهتمام بالتراث السعودي ومحاولات جادة لإحياء المواقع التراثية بالمملكة، وقد نجحت السعودية في تسجيل أكثر من موقع تراثي على قائمة التراث العالمي. وكانت المفاجأة أيضا بالنسبة لي هي المعلومة التي أمدني بها السيد أحمد قطان الذي استطاع ترسيخ العلاقات السعودية - المصرية في وقت صعب؛ فقد قال لي إن مؤسسة الملك عبد الله للأبحاث تقوم ضمن نشاطها بتقديم المنح الدراسية للطلبة السعوديين لاستكمال دراساتهم العليا في الجامعات المرموقة على مستوى العالم، وذلك (على حد وصفه) هو أفضل أنواع الاستثمار بتنمية قدرات الشباب وتسليحهم بالعلم والمعرفة لكي ينهضوا ببلادهم، وأن هؤلاء الطلبة - وهم علماء المستقبل - هم الأقدر على التواصل مع العالم الخارجي بمختلف ثقافاته وتوجهاته. وعلى هامش الحديث، علمت أن الأمير عبد العزيز تخرج في جامعة هيرت فورد شير ببريطانيا وحصل على بكالوريوس العلوم السياسية والاقتصادية، وأنه تدرج في المناصب المختلفة إلى أن عين نائبا لوزير الخارجية، وأن هناك مائة وعشرين ألف طالب سعودي مبعوثون خارج المملكة؛ وبذلك تؤكد السعودية بسياستها التعليمية وتوجهها نحو المستقبل أن الشباب بالعلم والعمل والتخطيط السليم هو زاد البقاء في المستقبل.. شكرا لصديقي اللامع أحمد قطان..