علي عبد الله صالح: «كفاية»!

TT

لو كنت الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح لتوقفت عن أي نشاط مباشر أو غير مباشر له علاقة بالعمل السياسي أو الأمني سرا أو علانية إلى الأبد!

ولو كنت مكانه لحمدت ربي أنني الرئيس الوحيد في دول الربيع العربي الذي خرج بتسوية إقليمية ضامنة له أفضل وأكرم شكل ممكن.

ولو كنت مكانه أيضا لحمدت ربي على أن الانفجار الذي تم في القصر الرئاسي الذي كان يستهدف اغتيالي لم ينجح، وأن الله قيض لي كل سبل العلاج والتطبيب الذي جعلني أعود سليما معافى. ولو كنت مكان الرئيس علي عبد الله صالح لتأملت جيدا الذي حدث لزملائي رؤساء مصر وتونس وليبيا، وما يحدث الآن للرئيس السوري.

ففي مصر؛ حكم القضاء على الرئيس المصري السابق بالسجن المؤبد. وفي تونس، خرج الرئيس زين العابدين فارا ثم قضت عليه محكمة بأحكام مشددة. أما العقيد معمر القذافي، فقد فتك به في عملية قتل بدائية وحشية دون محاكمة أو استجواب.

أما الرئيس السوري بشار الأسد، فلا يبدو أن لديه أي مخرج آمن بعدما تجاوز كل الخطوط الحمر وأصبح ليس أمامه سوى القتل أو الانتحار أو المحكمة الجنائية الدولية؛ إن كتب الله له في العمر بقية.

الذي يؤلمني ويشغلني أنه يبدو أن الرئيس اليمني لم يصدق أنه ترك السلطة، أو أنه تركها مكرها، أو تركها - مؤقتا - ويعتقد أنه يستطيع العودة إليها شخصيا مرة أخرى أو من خلال الدعم السياسي والأمني لابنه أو لأي من أقاربه.

هذه الأباطيل والضلالات من الممكن أن تفسد «الاتفاق الرائع» الذي تم برعاية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، وهو الاتفاق الوحيد الذي نجح في انتقال نظام من أنظمة الربيع العربي بشكل سلمي تعاقدي.

إن التصريحات والتحركات التي يقوم بها الرئيس السابق علي عبد الله صالح هذه الأيام تجعله هو وأسرته والحلقة الضيقة اللصيقة به في وضع مدمر لكل قواعد السلم الأهلي في البلاد.

كل المطلوب من الرئيس اليمني السابق، أن يصدق أنه لم يعد رئيسا، وأنه لا يمكن أن يعود، ويجب أن لا يسعى إلى إعادة عجلة التاريخ مرة أخرى.

إن فعل نجا، وإن لم يفعل، هلك ومن معه، وفتح أبواب المحاكمات السياسية، والنعرات القبلية والمناطقية والمذهبية التي تسيطر على قواعد الحياة السياسية اليمنية.