أين أنت يا (عروسة البحر)؟!

TT

في جريدة (الوطن) الكويتية قرأت هذا الخبر الذي أعتبره (أحجية) باللغة الفصحى، أو (فزورة) باللهجة المصرية، أو (حزيرة) أو (غطو) باللهجة السعودية، أو (حجيتك ما حجيتك) باللهجة الجزائرية، أو (غليطة) باللهجة السودانية، وحيث إن رأسي (انلوح)، ولم أستطع أن أقتنع أو أهضم فحواه، لهذا أطرحه عليكم لتتسابقوا بحل هذا (اللغز) العجيب.

والخبر وما فيه: إن هناك معلمة في مدينة الطائف، تقدم لخطبتها أحد الشباب فوافقت على شرط وهو أن يقترن كذلك بصاحباتها الثلاث الحميمات، لأنهن لا يستطعن الافتراق عن بعضهن البعض، حاول بشتى الوسائل أن تتنازل عن هذا الشرط ولكن دون جدوى، ونظرا لرغبته الجامحة (المحمحمة) وافق أخيرا على ما طلبت، وتزوج بصديقاتها الثلاث وكانت هي الرابعة، وأسكن كل واحدة منهن بشقة، وحسب ما ذكرته الصحيفة فإن الزوجات يجتمعن في شقة إحداهن التي تكون موعد ليلتها ويتعاون جميعا في أعمال الطبخ والتنظيف والمساعدة في كافة الأعمال المنزلية.

وما زلن حتى الآن (سمنا على عسل)، وضحكاتهن وفرفشاتهن تملأ على الدوام شققهن، كيف بالله عليكم تستطيعون أن تحلوا تلك (الأحجية)؟! بالنسبة لي لقد (غلب حماري).

ولكن ورغم غلبه، فلا شك أنه يحسد صاحب الأربع على (النغنغة) التي هو فيها، (مين يحصل له)؟!

***

ذهبت إلى رجل أعمال لأستلف منه قرضة حسنة، فدخل علينا موظف متأخرا على الدوام، وكانت على يديه ووجهه ضمادات وكدمات، فصرخ به الرجل قائلا: أين كنت حتى الآن يا (....)؟! فقال: لقد سقطت من على السلم يا سيدي، فرد عليه: وهل استغرق سقوطك من على السلم ساعتين؟! اذهب، مخصوم من راتبك أسبوع كامل.

فقلت له لا شعوريا: حرام عليك يا شيخ!!

فحدجني بنظرة غاضبة وقال: اسكت أنت كمان، وإلا لن أقرضك.

فسكت، ولم أكتف بسكوتي بل إنني زدت عليه رافعا صوتي وقائلا: (يخسا) ذلك الموظف المهمل، وقليل أن يخصم عليه أسبوع واحد فقط، ولكنه يستاهل أن يخصم عليه شهر كامل، جزاء له وردعا لأمثاله.

أخذ الرجل يتأملني مليا، ثم قال لي: يا لك من منافق ساذج، حتى النفاق لا تعرفه على أصوله.

رمى بوجهي هذه الكلمات التي هي مثل الرصاص، ثم أدار لي ظهره وأعطاني (عرض أكتافه)، ولم أحصل منه لا على قرضة حسنة، ولا حتى على قرضة (مزفتة).

***

أول ما بلغت الحلم، وفي أول أيام مراهقتي التعيسة كنت أنام وأصحو على ما يسمى بحورية أو (عروسة البحر)، وتعلقت بها وعشقتها حسب الصور أو الرسومات الخيالية لها ـ ولمن لا يعرف تلك العروس ـ أقول: إنها منقسمة إلى جزأين، النصف الأعلى من (السرة) وما فوق هو لامرأة فائقة الجمال، والنصف الأسفل من (السرة) وما تحت هو لسمكة تنتهي بزعنفة ذيل عريضة.

ولكنني ويا لصدمتي اكتشفت متأخرا أن حبي الأول ذاك، كان لمخلوقة أسطورية، فلا هي سمكة حتى تقلى وتؤكل، ولا هي لامرأة سوية من الممكن أن تحب بطريقة (دراماتيكية).

وكانت هذه هي أول وأكبر صدمة تلقيتها في حياتي العاطفية.