«وإن كسب رومني.. فلا تلمني»!

TT

المعركة الآن شديدة الاحتدام بين الرئيس باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني، والبعض يصفها بأنها الأكثر شراسة في تاريخ الانتخابات الرئاسية المعاصرة.

و«الورقة الإسرائيلية» هذه المرة هي مثل «الجمرة المشتعلة» التي تحرق يد أي طرف يتعامل معها.

ومن المؤكد أن بنيامين نتنياهو قد اتخذ قرارا بشن حرب علنية على إدارة أوباما معتمدا على 3 مقولات رئيسية:

1) أن أمن إسرائيل في خطر دائم طالما أن المشروع النووي الإيراني قائم ومستمر.

2) أن الخط الأحمر الذي فرضته إدارة أوباما وتحذير الجنرال ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأميركية لتل أبيب بعدم الإقدام على عمل عسكري هو خطأ جسيم في حق أميركا والمنطقة والدولة العبرية.

3) أن عدم تفهم إدارة أوباما لمسألة أنه لا يوجد ما يمكن تسميته «شريك فلسطيني» قابل للتفاوض هو خطأ كبير وأنه لا جدوى من محاولات إقناع إسرائيل «بدولة فلسطينية» دون شريك سلام فلسطيني.

للوهلة الأولى يبدو ذلك للمجتمع السياسي الأميركي البعيد عن عمق التحليل والفهم التاريخي لحقائق الأمور وكأنه منطق متسق وحقيقة موضوعية من «زعيم سياسي لدولة صديقة».

ولعبة إسرائيل في هذه الانتخابات هي تقسيم الأدوار بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بمعنى إن فاز «رومني» فنحن (أي إسرائيل) الذين نصرناه هذه المرة، أما إن فاز أوباما فاليهود الأميركيون هم أعضاء مؤثرون تقليديا في الحزب الديمقراطي على مر التاريخ.

أما الجانب الشخصي في هذا الملف، فهو لافت للنظر، فما يتسرب من الدائرة الضيقة القريبة من الرئيس أوباما أن «الاستلطاف الإنساني وتجاذب الكيمياء البشرية بين أوباما ونتنياهو لا يسير أبدا بشكل إيجابي والعلاقة الإنسانية بينهما تتسم بالبرود الشخصي».

ويضاف لذلك كله أن نتنياهو هو صديق شخصي وحميم «لميت رومني» منذ أكثر من ربع قرن؛ حيث بدأت صداقتهما الشخصية الودية بقوة في أحياء ضاحية بروكلين في نيويورك.

ولا أحد يستطيع أن يجزم من سيكون رئيس البلاد يوم 19 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لكن المؤكد - حتى الآن - أن النتيجة النهائية ستكون متقاربة. وأعتقد أن «شعبولا» يعد الآن أغنية بهذه المناسبة تقول «وإن كسب رومني.. فلا تلمني»!!