«اقتل أميركيا».. تقتل مصالح العرب!

TT

من سخف الأقدار، ومن الأمور المخزية لنا نحن معشر العرب والمسلمين، أن تكون المجموعة التي أقدمت على قتل السفير الأميركي و3 من مساعديه في بنغازي ونفذت هذه الجريمة القذرة تابعة لتنظيم متطرف يطلق على نفسه «أنصار الشريعة»!

«أنصار الشريعة»؟! يا للهول!.. أي شريعة تلك التي تعلموها؟ أي كتب في الشريعة قرأوا؟ وأي كتب في الفقه الإسلامي فهموا؟ وعلى يد من من العلماء تعلموا؟ شيء مخيف وناقوس خطر يجب أن نتوقف أمامه طويلا ونحن نتابع حال الإسلام والمسلمين في بلادنا هذه الأيام. ألم يسمع أو يقرأ هؤلاء عن «المستأمن» في بلاد المسلمين؟! بمعنى ذلك الزائر أو المقيم أو المهاجر أو طالب الرزق الذي يأتي لديار المسلمين فيدخلها بالرضا والقبول وبشكل شرعي يرضى عنه الحاكم ونظام الحكم، فيدخل بعدها في حالة «المستأمن»، أي من أعطينا له عهد الأمان، له ما لنا وعليه ما علينا، ووجب على كل منا حمايته وعدم المساس به ما لم يخالف الشرع أو القانون.

وفي فرنسا، قبضت السلطات على مواطن مسلم في مدينة «لاروشيل» يطالب بقطع رأس الصحافي المسؤول عن رسم ونشر الرسوم المسيئة للرسول (عليه أفضل الصلاة والسلام) في مجلة «شارلي إبدو» الفرنسية الساخرة. وبقدر ما أن القضية مسيئة من منظورنا، فهي قضية فيها جدل داخل المجتمع الفرنسي الذي انقسم حول قبول أو رفض مثل هذه الرسوم. وقد أكد استطلاع كبير للرأي في فرنسا على أن 51 في المائة من عينة البحث مع نشر مثل هذه الرسوم، بينما رفضها نصف العينة تماما. المذهل أن السلطات الفرنسية التي تدخلت بكل قوة للضغط على مطبوعة فرنسية لمنع نشر صور صدر زوجة ولي العهد البريطاني الأمير ويليام، هي ذاتها التي أكدت بعد أقل من عشرة أيام من هذه الواقعة أنها لا تستطيع أن تمنع الرسوم المسيئة لأنها لا تتدخل في حرية الصحافة الفرنسية!

الأزمة أننا نعيش في عصر يحكمه هوس وسوء فهم لصحيح الدين من ناحية، وسياسات دول ومؤسسات إعلامية غربية لا تفهم شيئا عن الإسلام سوى أنه «المصدر الرئيسي والمخزن الاستراتيجي في العالم للتطرف والقتل والإرهاب وكراهية الآخر»! وما بين سوء أقوالنا وأفعالنا، وسوء ظنهم ونقص فهمهم، نصيب صورة الإسلام السمحة بجراح شديدة في «الصورة الذهنية الخالية من الدماء والتطرف» التي يجب أن نقدمها للعالم المتحضر. سوف يحاسبنا ربنا لأننا قصرنا في نصرة ديننا بتقديم صحيح القول وجميل الفعل أمام العالم.

انظر أي نشرة أخبار عالمية واسأل نفسك بعد مشاهدتها: لو كنت غير عربي ماذا كنت ستقول عن المسلمين؟