تعريب الصراع في سوريا

TT

تابعت طوال أمس الجلسة الافتتاحية واليوم الأول من اجتماعات الدورة رقم 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وكأني أعيش ذات الأحداث المتكررة، وأسمع عبارات ومقاطع من فيلم قديم يعاد إنتاجه كل عام في نيويورك!

بان كي مون، رجل شبه قلق، شبه مكتئب، شبه معترض على خطايا العالم، لكنه متأكد أن تركيبة القوى العظمى الكبرى في مجلس الأمن وصراع الإرادات بينهم لن يوصلنا إلى شيء.

كلمة باراك أوباما هي كلمة الرئيس الأميركي الذي يعاني من تجاذبات معركة الرئاسة الأولى وعينه وقلبه ومصالحه كلها تتركز على الصراع مع خصمه الجمهوري للوصول إلى مقعد البيت الأبيض.

كلام أوباما حول الفلسطينيين لا يعني شيئا، وحول إيران فيه تحذير دون إجراءات، وحول سوريا - وهذا هو الأخطر - وكأنه يهدد بإطلاق النار عبر بندقية خالية من الرصاص!

أبلغنا الرئيس الأميركي أنه لا بد من رحيل الأسد، وهي عبارة تلوكها ألسنة كل زعماء العالم الغربي ولكن دون خطوة فعلية!

الكلمة الوحيدة التي توقفت أمامها من ناحية الصياغة والرسالة السياسية والموقف مما يحدث في سوريا هي كلمة أمير قطر.

كان الرجل شجاعا عمليا، حينما دعا إلى ضرورة قيام العرب بدورهم سياسيا وعسكريا بعدما فشلت الإرادة الدولية في مجلس الأمن في عمل شيء لوقف المجازر ضد المدنيين في سوريا.

دعوة أمير قطر هي دعوة لتعريب الصراع وإبعاده عن الخطط التركية، أو التدخلات الفعلية الإيرانية، أو المخاوف الإسرائيلية.

ودعوة أمير قطر لدور عربي هي أيضا بديل لحالة «الموت الإكلينيكي» التي أصابت الدور العربي.

والمذهل أنني شاهدت على العديد من القنوات الفضائية كثيرا من عباقرة التحليل الذين يرفضون تعريب الصراع وتحمل العرب مسؤولياتهم، لكنهم في ذات الوقت يبكون بحرقة على المجازر في سوريا!

إنه موقف عجيب: نرفض التدخل الدولي لكننا ضد المؤامرات الدولية، ونؤمن بأنه لا حل من خلال مفاوضات، ونشكك تماما في نجاح مبادرات سلمية من الأمم المتحدة أو جامعة الدول العربية، وأخيرا نرفض دورا عربيا إنقاذيا!

بالله عليكم ماذا تريدون؟