ضربة إسرائيلية مؤكدة!

TT

لم يستخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي كل الوقت الرسمي المحدد له لإلقاء كلمة بلاده في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بل كان خطابه مختصرا، محددا، نحو هدف واضح، صيغ بحرفية بالغة.

لم تكن معركة نتنياهو هذه المرة مع أبو مازن، أو حماس، أو العرب، أو حتى المسلمين، ولكن كانت بالتحديد الدقيق مع نظام الحكم الحالي في إيران.

ودون البحث عن دلائل أو وثائق أو تسريب معلومات صحافية أو استخباراتية، يمكن القول إن إسرائيل تمهد الأرض من أجل القيام بضربة لإيران!

الأمر لا يحتاج لذكاء شديد لكي يصل المحلل المحايد إلى هذه النتيجة بعد مشاهدة خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة. وفي يقيني أن الفريق المحترف الذي أعد كتابة هذا الخطاب قد بنى هيكل الكلمة على القواعد التالية:

1 - إن خطر التطرف الإسلامي، هو أمر غير قابل للحوار أو المفاوضة، مثل خطر الماركسية؛ لأن «المتطرف الإسلامي يسعى للموت» حسب كلام نتنياهو، أما الماركسي المتطرف فهو في النهاية «عملي براغماتي لأنه محب للحياة».

2 - إن إيران المتطرفة سياسيا ودينيا هي خطر بحد ذاتها، وإذا أضيف لهذا الخطر سلاح نووي فإن الخطر لا حدود له!

3 - إن إسرائيل لن تنتظر الخطأ التاريخي الذي فعله العالم مع هتلر حينما لم يضع له خطا أحمر، وذات الشيء مع صدام، ولو كان العالم قد أوقفهما مبكرا لما حدثت الكوارث الناجمة عنهما. لذلك فإن إسرائيل - حسب نتنياهو - لن تنتظر قيام واكتمال مراحل المشروع النووي الإيراني الذي ينتظر أن يصل إلى مرحلة الاكتمال في الربع الثالث من العام المقبل على أقصى تقدير.

بناء خطاب نتنياهو قائم على تسويق «حتمية التدخل العسكري الإسرائيلي لإزالة الخطر النووي الإيراني من الوجود».

وفي حوار تلفزيوني مع الخبير الاستراتيجي اللواء سامح سيف اليزل، كشف لي رجل الاستخبارات المصري السابق أن «الضربة الإسرائيلية لإيران لن تكون بواسطة الأسلحة التقليدية المتعارف عليها، ولكن ستكون عبر (قنبلة كهرومغناطيسية) تحدث فور إسقاطها حالة من الشلل الكامل لكافة البنية التحتية في إيران». علينا أن نأخذ السعي الإيراني لاكتمال المشروع النووي قريبا بجدية شديدة، وعلينا أيضا أن نأخذ الإعلان الإسرائيلي عن خطط تل أبيب لتوجيه ضربة عسكرية إجهاضية لهذا المشروع بجدية أشد.

إذا حدثت الضربة من إسرائيل لإيران فإن ذلك سوف يطرح على العالم العربي الأسئلة التالية:

1 - من نساند: الضارب أم المضروب؟

2 - ما هو دورنا في مرحلة ما بعد الضربة؟

3 - ما هو موقف حماس وحزب الله والأقليات الشيعية في العالم العربي؟

أسئلة مطروحة، ولكن بلا إجابة؟