تقسيم الجيوش؟

TT

هناك خبر خطير نرجو أن نتابعه بعناية شديدة؛ يقول الخبر: «إن هناك اتجاها قويا لدى قيادة الجيش الرسمي السوري بتشكيل فرقة مسلحة من الطائفة العلوية قوامها 60 ألفا من المقاتلين مدعومة ببعض القوى الشيعية وبعض قيادات من الحرس الثوري الإيراني».

وإذا ما تم - بالفعل - تشكيل هذه الفرقة، فإنها مؤشر خطر للغاية على تركيبة الجيش الوطني السوري الذي سوف يدخل في منزلق طائفي مسلح يدفع بجيش من أكبر الجيوش العربية إلى التفتت والتقسيم.

وليس مصادفة أنه قد تم استدراج الجيش الوطني العراقي إلى تلك الحالة في عهد الحاكم العسكري الأميركي بريمر الذي قام بتفكيك الجيش، مما أدى إلى تحوله إلى فرق طائفية أو عرقية، فذهب الكرد إلى كردستان، وانضم الشيعة إلى الفرق المقاتلة، واحتار السنة ما بين الجيش النظامي أو قوى البعث أو «القاعدة» المقاتلة، أما القوى المسيحية فقد اختصرت الطريق وتركت العسكرية والعراق كله وهاجرت.

أما الجيش المصري، الذي يعتبر أضخم الجيوش العربية عددا، ويأتي ترتيبه العاشر في جيوش العالم، وتأتي قواته البحرية رقم واحد في أفريقيا والثانية في البحر المتوسط، ويأتي سلاحه الجوي الثاني بعد إسرائيل في المنطقة، فقد تم استدراجه إلى الدخول وبقوة في الملف الداخلي لحكم وأمن البلاد.

وتحول الجيش المصري من جيش دفاع يحفظ الحدود ويدافع عن الأمن القومي للبلاد، إلى «خفير درك» في كل شوارع مصر يحمي المواطنين وينظم المرور ويحافظ على المنشآت والممتلكات العامة ويتحمل ما لا يطيقه بشر.

ووجد الجيش المصري نفسه ناقلا للوقود والبضائع وحارسا للمصارف، ومسعفا للمصابين، وأيضا خصما للمتظاهرين الغاضبين.

إذن نحن أمام محاولة تفتيت أهم ثلاثة جيوش كبرى لأهم ثلاث مؤسسات عسكرية في العالم العربي: مصر، العراق، سوريا.

هذا الانشطار وهذا التفجير لهذه المؤسسات سوف تكون له شظاياه المتطايرة لسنوات طويلة، مما قد يدفعنا إلى الترحم على ذلك اليوم الذي كانت لدينا فيه جيوش موحدة غير منقسمة على نفسها وعلينا.