عاشقة في التاسعة من عمرها

TT

في مسابقة شعرية فوجئت لجنة التحكيم بهذه الأبيات التي صاغتها (طفلة لا يتجاوز عمرها تسع سنوات)، والتي تقول فيها:

يا حبيبي كم أعاني وأقاسي من نواك

آه من سحر التمني آه من سحر هواك

آه من نار بجنبي آه من يوم لقاك

هل تراني في غرامي أبتغي غير رضاك؟

كم أصارع كم أطاوع كم أراوغ كي أراك

إن يطل عهد بهجري وخروجي عن سماك

فابتغ غيري ودعني غاية الدنيا هلاك

يا حبيبي لا تلمني - ليس في قلبي سواك

الواقع أنني ذهلت ولا أقول استصبت، وجزمت أن في الموضوع (إن) - أي لعبة - ، وأن أحد الكبار قد كتب هذه الأبيات على لسان الطفلة، ولكن بعد أن سمعت منطقها وتمكنها وحفظها حتى لأشعار غيرها، وكيف أن أهلها أكدوا أنها كثيرا ما كانت تغلق على نفسها باب غرفتها وتبدع الكثير من القصائد من شتى المجالات.

وقد طرحت هذا الموضوع الذي استثارني على أحد الأطباء النفسانيين، فأخذ يتحدث لي في مجالات لم أستوعبها أو أفهمها، لهذا رجوته أن يعطيني رأيه مكتوبا، لأنني سوف أنشره على مسؤوليته، لأنني أحترم القارئ ولا أريد أن أضع الكلام على عواهنه.

واستجاب لمطلبي وبعث لي بالأمس هذه القصاصة المختصرة التي أطرحها أمامكم بحذافيرها ولا أدري هل هي مقنعة أم أنها مجرد (فذلكات) طبيب نفساني، وجاء فيها:

«إن الأطفال يكرهون أن ينعتهم أحد بالصغر وعدم الإدراك، لهذا يتوسلون للوصول إلى مظهر الكبار بوسائل معروفة ليس أقلها (لطش) الروج من مجموعة تواليت (ماما)، وتخطيط الشفاه والحواجب، إذن فلن يخرج التفكير عن ميدان التقليد من الصغار، وهذا يندرج أو ينطبق على مجالات كثيرة، بما فيها الأكل أو الكلام أو حتى الشعر».. انتهى كلام الطبيب.

وعلى أي حال فلسنا في زمان العجائب والمعجزات، ولماذا أذهب بعيدا خصوصا أنني شخصيا قد مررت بمثل هذه الحالة التي لم أستطع أن أبدع فيها ولا بيتا واحدا من الشعر، ولكنني أبدعت الكثير من التأوهات. فعلى سبيل المثال، اكتشفت أنني يا للهول قد بدأت مراهقتي وأنا في السادسة من عمري وذلك عندما عشقت امرأة (ملزلزة) لا يقل عمرها عن 40 سنة ولا يمكن أن أنسى عطرها الفواح عندما حملتني بين ذراعيها، فما صدقت على الله حتى استغليتها فرصة (ودفست) رأسي في حضنها.

وكلما حاولت هي أن تضعني على الأرض تشبثت بها بقدميّ ويديّ (كالعنكبوت) إلى درجة أنها عندما ضاقت ذرعا بي اضطرت إلى أن تصفعني على وجهي لكي تتخلص وتنفك من خلقتي، وذهبت أنا بعدها لكي أبكي على حبي وحظي العاثر.

وكانت هي و(عروسة البحر) هما أقصى ما كنت أتمناه في دنيا الغرام.

وهكذا بدأت مسيرتي عاشقا مهزوما، ولا أستبعد إطلاقا أن حياتي سوف تنتهي على يد (معلمة).

[email protected]