جدل حول المشروبات الغازية في المسلسلات التلفزيونية

TT

يريد سياسيون أن يقللوا حجم المشروبات الغازية، بينما تقاوم صناعة المشروبات غير الكحولية هذا، حيث تقول إن هذه الخطة سوف تضرّ بالشركات وتعد انتهاكا لحقوق المستهلكين. حدث ذلك في مدينة نيويورك، وكذا ليلة الخميس في مدينة بوني الهندية الخيالية في مسلسل «باركس أند ريكريشين» (متنزهات واستجمام)، الذي يُعرض على قناة «إن بي سي».

في أول تصوير درامي للحظر الذي فرضه العمدة مايكل بلومبيرغ على المشروبات الغازية، تقترح بطلة المسلسل ليزلي نوب، عضو المجلس المحلي للمدينة، فرض ضريبة محلية على المشروبات الغازية. وسرعان ما أصبح هذا الطلب مثارا للجدل. ومن المؤكد أن المسلسل سوف يزيد الجدل الدائر حول المشروبات السكرية وعلاقتها بالبدانة، وهو جدل كان يوما مقتصرا على الدوائر الأكاديمية والمراكز البحثية، ويمتد إلى ملايين الأميركيين في غرف معيشتهم. وتدور أحداث تلك الحلقة من المسلسل الكوميدي في مبنى المجلس المحلي الافتراضي في أجواء عمل دافئة تكشف السياسات التقدمية. صحيح أن الموظفين البيروقراطيين في المسلسل يتلعثمون ويتعثرون، لكنهم في النهاية أخيار في مواجهة مواطنين لا يقدرون جهودهم وإعلام بليد ومعارضة تؤمن بالحرية الشخصية. مع ذلك، تتعاطف الحلقة التي تحمل عنوان «ضريبة على المشروبات الغازية» في النهاية مع مبادرة الصحة العامة التي تتمثل في الحظر الذي أقره «بلومبيرغ»، وكذا تقدم جلسة استماع عادلة للنقاد الذين يحذرون من المبالغة والمشكلات الاقتصادية.

تريد ليزلي، التي تقوم بدورها آمي بوهيلير، خفض كمية السكر التي يتناولها الأطفال الذين يقبلون على المشروبات المحلية مثل «سويتامز شوغار سبلاش» ووزنه 64 أوقية أو «بونش برغر» ووزنه 128 أوقية ويقدم كبديل من سلسلة الوجبات السريعة المحلية. مع ذلك تصدى لخطتها اتحاد مطاعم بوني الذي يعد من الأطراف البارزة في عالم المشروبات غير الكحولية، وعارض بشدة الضرائب المفروضة على المشروبات الغازية في مختلف أنحاء البلاد. وتقول كاثرين باينوود عضو جماعة ضغط المفعمة بالنشاط للشركات وتعمل لدى الاتحاد، لليزلي إن المشروبات الغازية مفيدة للمستهلك ونفعها أكثر من ضررها. وسألت كاثرين وعلى وجهها ابتسامة جامدة: «هل نحن نبحث عن صفقات مقابل المحاكمات هنا؟».

لا ترى ليزلي، التي تؤمن بقدرة الحكومة على الإصلاح، أي نقص في اقتراحها على الرغم من حبها للحلويات. إنها تواجه عضو جماعة الضغط التي تعمل لدى سلسلة المطاعم بكوب من المشروبات الغازية يبلغ حجمه 512 أوقية ومكتوب عليه أنه للأطفال. وتسأل ليزلي: «كيف يكون هذا الحجم للأطفال؟». فتجيب الأخرى بهدوء: «إنه حجم يناسب طفل في السنة الثانية من عمره إذا تم احتساب حجم السوائل التي يحتاجها جسمه». فتقول ليزلي: «لماذا يحتاج المرء إلى هذا الكمّ من المشروبات الغازية؟». وتقول كاثرين: «أنا لست في موضع يسمح لي بالتحدث باسم المستهلك»، وذلك قبل أن تنظر إلى الكاميرا وتضيف: «لكن على الجميع أن يشتري المشروبات الغازية». في مدينة نيويورك، أنفقت صناعة المشروبات الغازية أكثر من مليون دولار من أجل مقاومة هذه الخطة، ويشمل ذلك الإعلانات على مترو الأنفاق، وشاحنات توصيل الطلبات، وفي دور السينما، التي مكتوب عليها: «لا تسمحوا للبيروقراطيين أن يخبروكم بحجم المشروبات التي ينبغي عليكم شراؤها». ويتخذ شعار الحملة شكل تمثال الحرية يحمل كوبا من المشروبات الغازية. وظهر هذا الاتجاه الخفي من استخدام الشعارات الوطنية، القائم على أن فكرة اختيار المرء لما يشربه ضرب من الحرية، في المسلسل بشكل فظ، من خلال رئيس ليزلي رون سوانسون، الموظف الحكومي الذي صادف أنه من أشد مؤيدي الحرية الشخصية. ويقول رون لليزلي إنه اشترى لنفسه وجبة غداء مكونة من أطعمة سريعة مليئة بالدهون، تكريما لطلبها المستمر برعاية كل مواطن أميركي بشكل شخصي. وعندما قالت إن الوجبة بها 64 أوقية من الصودا، أخذ رشفة من الكوب وقال: «كم أعشق هذا البلد حقا».

في النهاية على الرغم من تهديدات مجموعة المطاعم بتسريح العمال واختلاف الآراء في بوني، تصوت ليزلي لصالح الضريبة على المشروبات الغازية، التي يتم تمريرها في المجلس المحلي بفارق بسيط. وربما يكون إقرار الضريبة التي تؤيدها ليزلي من أكثر الأمور غير الواقعية لهذه الحلقة. في العالم خارج المسلسلات الكوميدية الهزلية، تمكنت صناعة المشروبات غير الكحولية من هزيمة كثير من الاقتراحات الخاصة بفرض ضريبة على المشروبات السكرية على المستوى المحلي وعلى مستوى الولايات غالبا، من خلال إنفاق ملايين الدولارات في تبرعات لحملات وحشد شركات محلية.

* خدمة «نيويورك تايمز»