مصارف أميركا: إعفاء قروض المساكن يخلق مشاكل ولا يحلها

TT

تحية يا أصحاب المنازل البائسين في أميركا! دعوني أنقل لكم بعض الأخبار السعيدة، «نحن نلغي باقي المبلغ الذي تدينون به للمصرف، فقد تمت الموافقة على منحكم عفوا كاملا عن قرض شراء المنزل»، كان ذلك ما جاء في الرسالة التي أرسل بها مصرف «جيه بي مورغان تشيس» إلى الآلاف من أصحاب قروض المنازل.

وحصلت جاكي إسبوزيتو من غليفورد بولاية كونكتيكت على خطاب كهذا، لكنها لم تسعد به - لأنها لم تعد تدين بالمال للمصرف، وأقامت هي وزوجها دعوى إفلاس قبل ثلاث سنوات. وقد أسقط دينهما البالغ 64.000 لـ«مورغان تشيس» قانونيا.

ما الذي يجري؟

لتعد بذاكرتك إلى شهر فبراير (شباط)، عندما وافقت خمسة من أكبر مصارف الولايات المتحدة، من بينها مصارف «تشيس» وبنك «أوف أميركا»، على دفع 25 مليار دولار لتسوية المطالب الفيدرالية والولايات بشأن ممارسات الرهن العقاري المثيرة للتساؤل، ووعدت بالعمل بشكل أكثر جدية لمساعدة المقترضين المتعثرين. ولحث المصارف، قالت الحكومة إنها ستمنحهم مساعدات في مقابل الأموال التي وافقوا على دفعها. لذا، فإن ما أثار غضب العملاء الذين لم يتمكنوا من حمل المصارف على العمل معهم من قبل، هو تخلي المصارف عن ديون لم تعد موجودة.

وقالت إسبوزيتو الأسبوع الماضي: «عندما وصلني هذا الخطاب الذي يقول إنهم سيعفوننا من الدين، كدت أفقد وعي، لأنه لا يمكنك أن تتنازل عن دين لا تستطيع الحصول عليه قانونيا».

وتلقى آخرون رسائل مشابهة بشأن الديون الشبح، فقد تلقى مقترض في فلوريدا رسالة هذا الشهر تقول إن «تشيس» شطب دينا بقيمة 190.065.10 كان قد شطب بالفعل. وأرسل بنك «أوف أميركا» لمواطن في فيرجينيا يخبره أن قرض شراء المنزل البالغ 231.767 قد أعفي رغم سقوط الدين في مايو (أيار) الماضي. ويشير نيل كرين، محام في هامدن بولاية كونكتيكت، الذي كان يمثل إسبوزيتو وزوجها في إفلاسهما، إلى أن أربعة عملاء آخرين تلقوا مؤخرا رسائل من المصارف تزعم أنهم تخلوا عن الديون التي سقطت بالفعل.

وقال كرين الأسبوع الماضي: «لم أتخيل على الإطلاق أن تفعل المصارف ذلك بشكل لائق. لكني أعتقد أن من الخطأ حقا حجز الرهن العقاري الذي لا تملكه وتتخلى عن الدين الذي لا تملكه». ومن السيئ أن هذه الرسائل غير صحيحة، لكن الأسوأ هو مشكلات الضرائب التي قد تخلقها لأشخاص مثل إسبوزيتو، حيث ترى دائرة العائدات الداخلية أن الدين الذي تم التنازل عنه دخل يستوجب الضريبة. أحد الاستثناءات من ذلك هو الإفلاس، فعندما يشطب الدين في هذه الحالة لا يكون مستحقا للضريبة.

لكن الرسائل التي بعث بها مصرف «تشيس» وبنك «أوف أميركا» تحذر بشكل واضح من أن المسامحة سيتم الإبلاغ عنها لدائرة العائدات الداخلية، وإذا ما حدث ذلك فقد يضطر المقترضون إلى إثبات أن المصارف اقترفت خطأ في الزعم بأنها تخلت عن الديون.

وقد سألت المتحدث باسم «تشيس» وبنك «أوف أميركا» كيف يمكنهم التخلي عن الديون التي لم تعد موجودة. وقد قدم الاثنان إجابة غير مرضية. وقال المصرفان إن رسائل مشابهة أرسلت إلى نوعين من المقترضين. فئة من المقترضين يدينون بديون عالقة تعفو عنها المصارف. ومجموعة أخرى مدينة تم شطب ديونها نتيجة الإفلاس. ويقدم فك الحجز عن الممتلكات المدينة فائدة للمقترضين عندما يقدمون على بيع منازلهم، وأوضح كلا المصرفين أنهما كانا ينويان إعلام المقترضين الذين تم إسقاط ديونهم.

لما لا تحترس المصارف في كتابة الرسائل الموجهة بشكل خاص إلى المقترضين وتخاطب كلا بحسب حالة الاقتراض؟

يشير دان فراهم، المتحدث باسم بنك «أوف أميركا»، إلى أن المصرف سيسعى إلى توضيح ما في الرسائل الموجهة إلى المقترضين. وقد وضع البنك يوم الجمعة الماضية وصفا موسعا أكبر للمسامحة وبرنامج الإفراج عن الرهن على موقعه على شبكة الإنترنت. هذه ليست فكرة سيئة، لأن البنك يناقش الإفراج عن الرهن. ويقدر فراهم أن 12.000 عميل للمصرف أسقطت ديونهم تلقوا مثل هذه الرسائل. في الوقت ذاته، قال توم كيلي، المتحدث باسم مصرف «تشيس»، إن البنك ربما يكون قد تسبب في حالة من الارتباك لدى العملاء. لكن رسالته تشير إلى أن المصرف سيفرج عن الرهن على العقار. لكن حتى هذا لا يزال غير صحيح بالنسبة لحالة إسبوزيتو، بحسب كرين، لأن الإفراج ألغي فعليا في عام 2009 عندما أشهرت إفلاسها.

وقد جعلني ذلك أتساءل: هل خطابات المصارف بإسقاط الدين وسيلة للحصول على تسهيلات ائتمانية على ديون تزعم هذه المؤسسات أنها تخلت عنها؟ تقول المصارف: لا.

لكن «تشيس» يبدو أنه يزعم الإفراج عن عقار لإسبوزيتو لا تملكه. وبموجب تسوية الرهن العقاري، يمكنها أن تتلقى ائتمانا. لذا، تحدثت العميلة إسبوزيتو مع جوزيف سميث المنظم المصرفي السابق في كارولينا الشمالية الذي يراقب التسوية، كيف خطط لمراجعة مزاعم الإغاثة التي أعلنت عنها المصارف. وعلى سبيل المثال، كيف سيتأكد من أن المؤسسات لا تتلقى ائتمانا على الإفراج عن الديون التي تم التخلي عنها؟

وقال سميث: «سنراجع الامتثال لهذا المطلب كما سنفعل مع كل متطلبات إغاثة العملاء من خلال مراجعة سجلات الشركة المتعلقة بمثل هذه التحويلات». بالنسبة للسيدة إسبوزيتو، أشارت إلى أنها وجدت خطاب تنازل عن قرض غير حقيقي من مصرف «تشيس» يثير الغضب بسبب السنوات التي قضتها وهي تحاول إقناع المصرف بتعديل رهنها العقاري الأول. فهي تدفع 9% على قرضها ولا تستطيع إعادة تمويله إلى قرض منخفض الفائدة بالنظر إلى إفلاسها الأخير. وأكدت إسبوزيتو أن «تشيس» لن يساعدها في تعديل دينها، لكنها سعيدة للمساعدة في التخلي عن قرض شطب بالفعل والإفراج عن رهن ضاع بالفعل. وقال كران: «لا توجد فرصة يمكن لهذه المؤسسات من خلالها مساعدة مالكي المنازل. ينبغي لهم ألا يتولوا إدارة المشكلات التي ساهموا في خلقها».

* صحيفة «نيويورك تايمز»