نصائح براين للقادة العرب!

TT

«الفارق بين الشخص العادي والناجح أن الأول يحاول مرة واحدة، أما الناجح فيحاول مرات عدة حتى ينجح». هذه إحدى العبارات التي قالها المحاضر العالمي الشهير المتخصص في تدريب القياديين براين تريسي، الذي كان يقدم دورة تدريبية في الكويت قبل أيام وحضرتها بدعوة خاصة من فيغو للتدريب.

وقال تريسي، الذي باع ملايين الكتب التي ترجمت إلى 42 لغة، في دردشة أجريتها معه على هامش الدورة، إن مشكلة كثير من القادة أنهم «غارقون في تفاصيل العمليات اليومية، وينسون أن مهمتهم الأساسية هي متابعة الرؤية المستقبلية للمؤسسة»، كما أنهم «ينسون أن يكتبوا قائمة بالمهام التي يجب عليهم أن لا يضيعوا أوقاتهم فيها». وضرب مثلا على قائد شركة «أبل» الراحل ستيفن جوبز، الذي كان يحرص على أن ينبه الموظفين بقائمة المنتجات والأمور التي يجب أن لا يشغلوا أنفسهم بها، وأن يركزوا على المنتجات التي يريدونها فقط. ويعود سر نجاح قيادة شركة «أبل»، كما يقول، إلى أنها تطبق مبدأ الاحتمالية الإحصائي (Probability) وهو أنك كلما حاولت أكثر كانت فرصتك للنجاح أكبر من غيرك ممن يتراخون في المحاولة وتفتر عزيمتهم مع مرور الوقت. وربما أقرب مثل على ذلك أديسون مخترع المصباح الكهربائي، الذي كان يرد على منتقديه بأنه لم يضيع وقته في محاولاته المتكررة لأنه تعلم أن هناك 99 حالة لا يمكن أن يعمل فيها المصباح، وهو ما أوصله لاكتشافه العظيم الذي أنار به حياة البشرية.

وقد تعلم تريسي من تجربته الطويلة في تدريب القادة في العالم أن هناك «من يهدرون أوقاتهم في التركيز على المشكلة ومن المتسببون بها وينسون الحل»، على الرغم من أن الحل هو الذي يخرجنا من المشكلة، أو من حالة تقاذف الاتهامات كتقاذف الجمرة الملتهبة.

وكأن لسان حال تريسي يتحدث عن عالمنا العربي حينما لمح لنا جميعا إلى أن «اللوم عكس المسؤولية، فلا يمكن أن تتحمل المسؤولية ثم تلقي باللائمة على الآخرين». فكم من سفينة غرقت، وكم من قطار وطائرة وحافلة لقي ركابها نهاية مأساوية، لكننا لم نجد أصبعا واحدا يشير إلى صاحبه بتحمل المسؤولية. بل أذكر أن قائد سفينة عربية غرقت في عرض البحر الأحمر، ولم يكلف الكابتن نفسه الاطمئنان على سلامة الركاب عقب حريق هائل نشب فيها، فقفز من سفينته تاركا وراءه مئات الركاب الأبرياء يواجهون مصيرهم المحتوم. وأذكر أن خليجيا، قبل بضعة أسابيع، كادت طائرته الحربية أن تنفجر لعطل مفاجئ في محركاتها، ولما سئل لماذا خاطرت بحياتك ولم تقفز بالمظلة، فقال ما معناه أنه يريد أن يتحمل مسؤولية الهبوط الآمن بهذه العهدة (الطائرة).

القيادة فن وذوق وأخلاق، وليست مركزية وديكتاتورية وبطشا وتفردا بالسلطة، ومن إلى القادة العرب في كل مكان.

[email protected]