«خوش» مفتي (!!)

TT

«إننا نعيش في جيل آخذ في الانحلال، فالشباب قد تلف، والصغار لا يحترمون الكبار، والحقائق الأبدية الثابتة قد أصبحت موضع الشك، والأبناء يضربون عرض الأفق بإرشادات الآباء.. وهذه كلها علامات على أن الدنيا أوشكت على نهايتها» ـ انتهى.

أرجو ألا تذهب بكم الظنون وتعتقدون أن هذا الكلام الحكيم صادر من فيلسوف يعيش في القرن الواحد والعشرين، ولكنه منقوش في مقبرة فرعونية منذ آلاف الأعوام.

فماذا تغير في العالم، إذا كان الشباب هم الشباب، والانحلال هو الانحلال، والإرشادات هي الإرشادات، و(أنا هو أنا، وأنت هو أنت، وهي كما هي)؟!

أعترف أن تساؤلي هذا غبي، ولكن ماذا أفعل وأقول: إذا كانت (جينات) الإنسان متجذرة ومتسلسلة منذ العصر الحجري إلى أن تلد الأمة ربتها؟! وقد ولدتها ولادة قيصرية فاشلة.

* * *

الكثير من الأميركيين السود اعتنقوا الإسلام لمجرد أنه يساوي بين الأجناس والألوان وهذا بحد ذاته شيء جميل، وصادف أن تعرفت على أحدهم في مدينة (بوسطن) الأميركية، وسبق لهذا الشخص أن درس في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، ولفت نظري أنه يؤدي الصلوات في أوقاتها، وارتفع بحينها في عيني، بل إنني حسدته على التزامه بالمواعيد، غير أنني لاحظت أنه لا يتورع مثلا بعد أن يؤدي صلاة المغرب أن يذهب (للديسكو) ويفجر طاقاته بالرقص، وما أن تحل صلاة العشاء حتى يؤديها بخشوع ثم يتبعها بركعتين للسنة، وما أن ينتهي من ذلك حتى يذهب على وجه السرعة (للبار) ويشرب ما يشرب إلى أن يخرج الشراب من مناخيره.

وعندما تعجبت ولفت نظره إلى ما يفعل، حتى تفاجأت به يقول لي بكل بساطة: (ساعة لربك وساعة لقلبك)، سألته مستغربا: نعم؟! فأجابني أيضا وهو يضحك: نعم.

والغريب أنه أخذ هذه المقولة من أحد المفتين في أميركا ـ عجبي!! ـ (خوش) مفتي، يا ليتني أعرفه.

* * *

ذكر لي أحدهم وهو بائع في أحد (بوتيكات) الملابس النسائية، وكثيرا ما كنت أذهب للجلوس عنده لتزجية الوقت لا أكثر ولا أقل، رغم أنني أعيب عليه استهتاره وقلة حيائه إلى درجة أنني عزمت الآن على مقاطعته يوما ما، وقد ذكر لي في إحدى المرات، وعهدة الرواية عليه هو، أنه قال:

أتتني قبل يومين إحدى الفتيات (المزات) الجميلات برفقة جدتها العجوز، وأعجبها أحد الفساتين وسألتني عن ثمنه، فقلت لها مازحا: إنه (ببوسة).

فما كان من الخبيثة إلا أن تلتفت لجدتها قائلة لها: هيا شرفي (ياستيته) وادفعي الثمن.

* * *

هل صحيح أن الفتاة هي الشخص الذي يصرخ إذا رأى فأرا، ويبتسم إذا رأى ذئبا؟!

- أنا شخصيا، لا أعتقد ذلك. أظن أن العكس هو الصحيح، والله أعلم.

[email protected]